ما هي الرسالة من هجمات بروكسل ومن يدفع الثمن؟
وحسب رأيه، فإن تبني تنظيم الدولة الإسلامية هذه الهجمات ليس دليلا على قوة التنظيم أو تعاظم دوره، "فهذا التنظيم يحاول دائما أن يؤذي الناس ويبث الرعب في نفوسهم".
وحول التداعيات السياسية والأمنية والاجتماعية المحتملة لهذه التفجيرات في بلجيكا وأوروبا، حذر جيريه الدول الأوروبية من الوقوع في فخ فصل أطياف المجتمع الأوروبي، والإشارة إلى المسلمين المهاجرين واللاجئين على أنهم خطر محتمل على الدول الأوروبية.
ودعا الأوروبيين إلى التعامل بتعقل وحكمة، محذرا من أن تؤدي هذه الهجمات إلى تغيير طبيعة المجتمعات الأوروبية الديمقراطية، أو إحداث فجوة داخلها، "فنحن مجتمع أوروبي واحد بغض النظر عن الاعتبارات الدينية".
كما دعا الدول الأوروبية إلى انتهاج إستراتيجية فعالة على المدى الطويل لمحاربة تنظيم الدولة على مستوى الأفكار، عن طريق مبادرات تعايش هادفة داخل المجتمعات الأوروبية، مبينا أن قصف التنظيم في سوريا والعراق لا يكفي وحده للقضاء عليه.
تداعيات على المسلمين
من جهته، وصف الخبير في الشؤون الأوروبية حسام شاكر هجمات بروكسل بأنها اعتداءات دامية وموجعة في أماكن سهلة الاستهداف من قبل أشخاص ذوي خلفيات إجرامية وهزات نفسية، وقال "نحن أمام جيل جديد من العمليات الإرهابية يستهدف إيقاع عمليات قتل جماعي".
لكنه رأى أن الخطير في الأمر هو أن ثلاثة أشخاص نفذوا هذه الهجمات، ولكن اللوم يلقى على ثلاثمئة ألف مسلم يعيشون في بروكسل، مشيرا إلى أن الزج بمجتمعات بكاملها أو أحياء بكاملها في التطرف لا يخدم التعايش ولا اندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية.
ودعا شاكر الدول الأوروبية إلى التعامل بحكمة واعتماد مقاربة جريئة وحقيقية لكسب الجاليات المسلمة لتفكيك الخطاب الديني الزائف لتنظيم الدولة، مؤكدا أن قادة أوروبا يخسرون عندما يصافحون حكاما مستبدين يقتلون شعوبهم في منطقة الشرق الأوسط.
رسائل
أما الخبير في الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية فقد رأى أن الهجمات انتقامية من تنظيم الدولة ضد بلجيكا، ورسالة سياسية واضحة من التنظيم إلى هذه الدولة المنخرطة في التحالف الدولي الذي يحارب التنظيم في سوريا والعراق.
ورأى أن الجزء المهم في الهجمات هو أنه ما دامت إمكانات التنظيم التشغيلية متوفرة فسوف يضر، وأن جميع الدول الأوروبية هدف لهجماته، مشيرا إلى أن التنظيم استغل إشكالات استخباراتية وأمنية في بلجيكا لينفذ تلك الهجمات.
وأكد أبو هنية أنه لا جدوى من المقاربة الأمنية وحدها للقضاء على تنظيم الدولة رغم أهميتها، داعيا إلى انتهاج مقاربة تكاملية شمولية بأركانها الأيديولوجية والثقافية والسياسية والاقتصادية، والقضاء على الأسباب التي أدت إلى تشكيل الجماعات المتطرفة في المنطقة، وفي مقدمتها الأنظمة الديكتاتورية المستبدة والفقر والتهميش وغيرها.