ما وراء الخبر

ما الذي يريده الروس بشمال سوريا؟

سلطت حلقة (6/2/2016) من “ما وراء الخبر” الضوء على أسباب التصعيد العسكري الروسي المكثف على قرى وبلدات ريف حلب الشمالي، مما أجبر آلاف السوريين على النزوح.

قال الكاتب الصحفي السوري بسام جعارة إن الهجمة الروسية الشرسة ضد قوات المعارضة في الشمال السوري تهدف إلى قطع خطوط الإمداد عن مقاتلي المعارضة حتى تتمكن من عزلهم ثم القضاء عليهم، إضافة إلى مساعي موسكو لإفراغ المنطقة من أهلها بدفع السوريين إلى الهجرة إلى تركيا وغيرها.

كما تعمل روسيا -يضيف جعارة- على قطع خطوط الإمداد عن مقاتلي المعارضة من الحدود السورية التركية، ومن الحدود السورية الأردنية.

جاء ذلك في رد الصحفي السوري على سؤال حلقة (6/2/2016) من "ما وراء الخبر" بشأن دلالات شن سلاح الجو الروسي غارات مكثفة على قرى وبلدات ريف حلب الشمالي لدعم محاولات قوات النظام التقدم على الأرض.

وانتقد جعارة الدور الأميركي إزاء ما تفعله روسيا، واتهم واشنطن بمنع دخول السلاح للسوريين كي يدافعوا عن أنفسهم، وقال إنها أجبرت دولا عربية على وقف إمدادات السلاح للمعارضة السورية.

كما منعت واشنطن إقامة منطقة عازلة وآمنة في الوقت الذي تسمح فيه -يضيف المتحدث- بدخول السلاح للأكراد، وللإيرانيين بإرسال الأسلحة لقتل السوريين.

وقال إن من يقاتل في سوريا هي المليشيات الإيرانية والعراقية والأفغانية وغيرها، وأن قوات النظام السوري لا تشكل سوى 10%.

كما أكد جعارة أن الولايات المتحدة الأميركية أجبرت دولا عربية على وقف إمدادات السلاح للمعارضة السورية. ووصف دورها بأنه " أشد قذارة" من دور روسيا.

رفض أميركي
غير أن المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأميركية بي جي كراولي رفض انتقاد جعارة للدور الذي تقوم به بلاده في سوريا، ونفى اتهامها بالتواطؤ في منع وصول السلاح للمعارضة.

وأشار كراولي إلى أن الولايات المتحدة من أكثر الدول التي قدمت مساعدات إنسانية للسوريين، ولكنها ترددت في تقديم مساعدة عسكرية للمعارضة خشية من وقوعها في أيدي جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية.

وشدد على أن واشنطن تنتقد الدور الروسي في سوريا، وكشف عن لقاء مرتقب هذا الأسبوع بين وزيري خارجية البلدين جون كيري وسيرغي لافروف لمناقشة التطورات الجارية.

وربط تطورات الهجمة الروسية على الشمال السوري بالعملية السياسية بمعنى أن كل طرف يسعى إلى تحقيق مكاسب على الأرض ليعزز موقفه التفاوضي، وموسكو تحاول -بحسب كراولي- أن تموقع نفسها وأن تحول دون خسارة بشار الأسد للصراع.

كما أكد أن واشنطن تريد أن ترى الأسد يسقط، لكن من خلال حل سياسي لا عسكري، وهو الحل الذي أوضح أن الظروف والشروط لم تتهيأ له بعد، قائلا " ما زال أمامنا سنة و18 شهرا".

ورد جعارة على الضيف الأميركي قائلا إن الولايات المتحدة تريد من خلال العملية السياسية إعادة إنتاج نظام الأسد واستسلام الشعب السوري، "وهو ما لن يحدث".

وبشأن المنطقة الآمنة، قال كراولي إن هذا الخيار ما يزال قائما، لكنه لم يحظ بدعم بعض الدول مثل الأردن وتركيا التي تركز اهتمامها في الوقت الحالي على الأكراد أكثر من السوريين، على حد قوله.