ما وراء الخبر

خيارات تركيا بعد هجوم أنقرة

تساءلت حلقة (18/2/2016) من برنامج “ما وراء الخبر” عن تداعيات هجوم أنقرة، وخيارات تركيا في مواجهة من حمّلتهم مسؤولية الهجوم، وهم وحدات حماية الشعب الكردية وأفراد من حزب العمال الكردستاني.

أكد أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز الشرق الأوسط في جامعة لندن الدكتور فواز جرجس أن الإستراتيجية التركية تواجه تحديات خطيرة، وأن اتهام تركيا وحدات حماية الشعب الكردية بالوقوف وراء هجوم أنقرة "مؤشر على تصعيد خطير بينها وبين الفصيل السوري الكردي".

من جهته شدد رسول طوسن الكاتب الصحفي والنائب السابق في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية الحاكم على أن بلاده تملك "أدلة قاطعة" تؤكد تورط تلك الوحدات في هجوم أنقرة.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد في وقت سابق أن بلاده تمتلك أدلة موثوقة تفيد بأن حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي يقفان وراء تفجير أنقرة الذي أسفر عن 28 قتيلا وعشرات الجرحى، بينما نفى زعماء الحزبين الكرديين صلتهم بالتفجير.

جرجس قدم في تدخله أمام حلقة الخميس (18/2/2016) من برنامج "ما وراء الخبر"، قراءة في موقف تركيا الراهن، وقال إنها في عين العاصفة وتقف وحيدة، وإستراتيجيتها تواجه تحديات خطيرة باعتبار أن الأطياف الكردية في شمال سوريا أقامت تحالفا مع الولايات المتحدة وروسيا، وهي تتمدد بما يسمح لها بإقامة إدارة ذاتية على حدود تركيا.

واعتبر أن التدخل العسكري الروسي في سوريا "قيّد حركة" الأتراك وهمش دورهم في سوريا، وهناك صدام غير مباشر بينهم وبين موسكو، مشيرا إلى أنه لا الولايات المتحدة ولا حلف شمال الأطلسي (ناتو) يريدان التورط في المستنقع السوري.

إضافة إلى ذلك، هناك خلاف بين واشنطن وأنقرة -بحسب جرجس- بشأن وحدات حماية الشعب الكردية، حيث يرى الأميركيون أنها الفصيل الأنجع لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية ويفتخرون بالتعاون معها، بينما يعتبرها الأتراك "فصيلا إرهابيا".

أما النائب السابق في البرلمان التركي فشدد على تورط ما أسماه التنظيم الإرهابي -أي وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي- في هجوم أنقرة، إضافة إلى النظام السوري وحزب العمال الكردستاني، وقال إن بلاده حصلت على "أدلة قاطعة" بشأن هذا التورط، وإنها استدعت سفراء دول كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا لإطلاعهم على الأمر.

وقال إن الدولة التركية ليس لديها مشكلة مع الأكراد كشعب، وإنما مع ما أسماها التنظيمات الإرهابية.

كما أشار طوسن إلى أن بلاده قادرة على التصدي "للعدوان" الروسي والإيراني والسوري في شمال سوريا، لكنها "تتصرف كدولة كبيرة لا كتنظيم"، واتهم الإدارة الأميركية بازدواجية التعامل، حيث تعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، ولكنها تدعم وحدات حماية الشعب الكردية، رغم تأكيده أن الموقف الأميركي سيتغير لاحقا.

خيارات تركيا
وبشأن خيارات تركيا وما إذا كانت ستتدخل بريًّا في سوريا، أوضح جرجس أن إقدامها على هذه الخطوة لوحدها سيكون بمثابة "مغامرة خطيرة للغاية" لأنها لن تكون محمية بالناتو وبالأميركيين، وقد تقع في الفخ الروسي، خاصة أن موسكو حذرت من مغبة هذه الخطوة.

ودعا جرجس في المقابل الأتراك للجوء إلى خيار السلام مع أكراد سوريا، وهو الخيار الذي رفضه طوسن بشدة ووصفه بأنه غير عقلاني وغير منطقي.

وتحدث الضيف التركي عن الخلاف الأميركي مع بلاده، وقال إن أنقرة تضع في أولوياتها إسقاط الأسد، بينما ترى واشنطن ضرورة القضاء على تنظيم الدولة أولا، وهي ترتكب -يضيف المتحدث- الخطأ الأكبر لأن النظام السوري هو لب المشكلة في سوريا.