ما وراء الخبر

استعراض حزب الله لقوته بسوريا.. ما الرسالة ولمن؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” في حلقته (2016/11/14) أبعاد ودلالات الاستعراض العسكري الذي أجراه حزب الله اللبناني في منطقة القصير السورية.

للمرة الأولى منذ اعترافه علنا بالتدخل عسكريا في سوريا قبل أكثر من ثلاث سنوات يستعرض حزب الله اللبناني قوته العسكرية على الأراضي السورية، وقد اختار منطقة القصير على الحدود بين لبنان وسوريا مسرحا لاستعراضه.

حلقة (2016/11/14) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت أبعاد ودلالات الاستعراض العسكري الذي أجراه حزب الله اللبناني في منطقة القصير السورية.

مدير مركز أمم للتوثيق والأبحاث لقمان سليم أكد أن اللبنانيين عموما أضعف من أن يستعرض حزب الله قدراته العسكرية بهذا الشكل أمامهم، وبالتالي فإن الرسالة الأساسية الموجهة للداخل هي رسالة تذكيرية لمن تبقوا من خصوم بأن الحزب هو من يكتب السياسة الخارجية اللبنانية ومن يكتب البيان الوزاري وغير ذلك.

وبحسب سليم، فإن هناك رسالة أهم إلى جمهور حزب الله الذي يتألم من المشاركة العسكرية في سوريا، مفادها بأن سوريا هي "جغرافيا انتصار"، وليست جغرافيا هزيمة أو جغرافيا تنتج القتلى والتوابيت.

ومضى قائلا "لكن الرسالة الأساسية لا يمكن أن تنسب إلى حزب الله نفسه، فالحزب في القصير -أي على الأراضي السورية- هو مجرد درع لإيران، وبالتالي الرسالة الإقليمية الأساسية هي رسالة إيرانية تقول وهي ترسم حدود مناطق نفوذها العسكري في سوريا إن الشريك في الحرب لا بد أن يكون شريكا في أي مفاوضات مقبلة".

توقيت العرض
وفيما يتعلق بتوقيت العرض توقع لقمان سليم أن يكون من ضمن بنود التسوية التي انتهت باختيار ميشال عون رئيسا وسعد الحريري رئيسا للوزراء في لبنان التوصل إلى تسوية بلاغية بشأن تدخل حزب الله في سوريا مفادها أن الدولة اللبنانية تقف موقفا محايدا من الصراع في سوريا، ولكن هذا الحياد لا يشمل بأي شكل من الأشكال فتح أي نقاش بشأن تدخل الحزب في سوريا.

أما الكاتب الصحفي قاسم قصير فأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي قبل أيام أو ساعات قليلة من إعلان تشكيل حكومة جديدة في لبنان وبعد انتخاب رئيس جمهورية، معربا عن قناعته بأن حزب الله يريد أن يقول إن الموضوع السوري هو خارج المفاوضات في الداخل اللبناني، وإن وجوده في سوريا مرتبط بالوضع السوري والمعطيات الميدانية هناك.

ونفى أن يكون حزب الله قد خدع أحدا بخصوص سوريا لأن الحزب -بحسب قصير- أكد بوضوح خلال التفاهمات التي حدثت قبل انتخاب العماد ميشال عون رئيسا واختيار سعد الحريري لرئاسة الحكومة أن الموضوع السوري وموضوع سلاحه سيكونان خارج إطار المفاوضات لأنها موضوعات إقليمية وليست داخلية.

ولفت قصير إلى أنه لم يحدث أي تفاعل لبناني مع العرض العسكري باستثناء حديث وسائل الإعلام عنه، ويبدو أن الأطراف اللبنانية لا تريد أن توجع رأسها بما يجري في سوريا.