ما وراء الخبر

هل يترك التقارب التركي الروسي أثره على سوريا؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” مسار العلاقات الروسية التركية وزيارة الرئيس فلاديمير بوتين لتركيا، ومن بين ذلك تعزيز العلاقات الاقتصادية وتأثير التقارب بينهما على الملف السوري.

في ثالث لقاء بينهما منذ الاتفاق في يونيو/حزيران الماضي على إنهاء التوتر بسبب إسقاط الأتراك مقاتلة روسية في سوريا، بحث الرئيسان الروسي والتركي في إسطنبولالتعاون في مجال الطاقة وتعزيز التبادلات التجارية.

لكن القضايا السياسية بقيت حاضرة، فقد دعا الرئيس رجب طيب أردوغان إلى العمل لوقف القتال في سوريا، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين إليها في حلب.

وقال الرئيس الروسي إن بلاده وتركيا تقفان إلى جانب وقف إراقة الدماء في سوريا والوصول إلى حل سياسي بأسرع ما يمكن.

وسط هذا برزت تساؤلات عن دلالة استقبال أنقرة للرئيس الروسي في وقت تتأزم فيه علاقات بلاده مع دول المعسكر الغربي الذي تنتمي إليه تركيا.

إعادة تموضع
مدير مركز المشرق للشؤون الإستراتيجية سامي نادر متحدثا من بيروت، قال إن هناك إعادة تموضع للطرفين، فموسكو بحاجة إلى غطاء إسلامي بعدما تسرب قبل عام أنها تخوض حربا صليبية في سوريا، وهذا ستكون له انعكاسات سلبية كبيرة عليها.

ومضى نادر يقول لحلقة الاثنين (2016/10/10) من برنامج "ما وراء الخبر" إن روسيا تريد أيضا موازنة الدور الإيراني سواء في سوريا أو العراق، وكذلك زعزعة معسكر الناتو الذي تنضوي تحته تركيا. وأخيرا يمثل التقارب تخفيفا للأعباء الاقتصادية بعد العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

حول مقاربة الجانب التركي قال أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة مرمرة جنكيز طومار إن بلاده بدأت تطور علاقتها مع روسيا بعد أن سئمت من المبررات والأعذار الغربية تجاه الأزمة السورية وخصوصا أزمة اللاجئين، وكذلك وجود فتح الله غولن مدبر المحاولة الانقلابية في الولايات المتحدة.

هذا التطبيع الروسي مع تركيا يراه الدبلوماسي الروسي السابق والخبير في شؤون الشرق الأوسط فاتشيسلاف ماتوزوف إستراتيجية روسية، لأن تركيا دولة كبيرة ومهمة وجارة لروسيا، كما أنها ترتبط ارتباطا متينا مع مسلمي روسيا.

وأشار إلى أن الخلافات في الملف السوري ما زالت قائمة، فتركيا ترى ضرورة رحيل بشار الأسد وما زالت تقول هذا الآن، ولكن من دون "عدوانية" وتهديدات كما في السابق.

جنكيز طومار زاد على ما قاله ماتوزوف بأن تركيا تنازلت بعض الشيء فيما يتعلق بمصير الأسد، مضيفا أن كل المشاكل العالقة انتهت بين البلدين، ما عدا مشكلة الأسد هل سيبقى حتى بدء المرحلة الانتقالية أم لا؟

لحل الملف السوري الشائك يبدو أن تركيا وروسيا ستشكلان القاطرة التي تضطلع بهذه المهمة. هذا ما يراه سامي نادر، معتبرا أن تركيا وهي تسيطر على خمسة آلاف كيلومتر مربع أصبحت قادرة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، مؤكدا أن المنطقة الآمنة التي رفضتها أميركا وأوروبا جعلها الأتراك أمرا واقعا.