ما وراء الخبر

مآلات وتأثيرات معركة الرمادي في العراق

تساءلت حلقة (2/1/2016) من “ما وراء الخبر” عن مآل الهجوم الذي تشنه القوات العراقية لاسترداد الرمادي من تنظيم الدولة، وتأثيرات هذه المعركة على إستراتيجيات المواجهة المتوقعة بمناطق عراقية أخرى.
انتقد الخبير العسكري والإستراتيجي العراقي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي خطة اقتحام مدينة الرمادي لاستعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية، وقال إن هذه الخطة العسكرية التي اعتمدتها القوات العراقية بها "خطأ كبير" ولم تكن "لا متكاملة ولا دقيقة".

وأضاف في حديثه لحلقة (2/1/2016) من برنامج "ما وراء الخبر" أن المعلومات الاستخباراتية التي بحوزة القوات العراقية "ضعيفة وقليلة"، ولا يمكن الاستناد إليها في عملية كبيرة مثل معركة الرمادي، وتساءل عن سبب تجاهل القادة العسكريين العراقيين والأميركيين لمسألة تواجد المدنيين في المدينة عندما وضعوا خطتهم العسكرية.

واعتبر الفلاحي أن القوات العراقية فقدت زمام المبادرة عندما وصلت إلى المجمع الحكومي الذي يضم مقر مجلس محافظة الأنبار، حيث إن تنظيم الدولة تملص من معركة غير ناجحة بالمفهوم العسكري، وقام بالانتقال إلى مرحلة أخرى وهي تواجده داخل الأحياء وجر القوات العراقية إلى هناك، حيث يقل الإسناد الجوي.

وكانت الحكومة العراقية أعلنت الأحد الماضي أن قواتها استعادت الرمادي بعدما نجحت في الوصول إلى المجمع الحكومي الذي يضم مقر مجلس محافظة الأنبار وسط المدينة، بالإضافة إلى مقر عمليات الأنبار.

من جهته، اتهم مستشار المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية الدكتور يحيى الكبيسي الحكومة العراقية بالتضليل والكذب على الرأي العام العراقي من خلال تقديم معلومات غير دقيقة عن سير معركة الرمادي التي قال إنها معركة أميركية.

وأكد أن رئيس جهاز مكافحة الإرهاب تحدث في وقت سابق عن استعادة 80% من الرمادي، في حين أنه لم يسيطر سوى على 25% من المدينة.   

وتوقع الكبيسي عجز الحكومة العراقية عن البدء في معركة الموصل بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به العراق في الوقت الحالي، لكنه رجح أن تلجأ إلى الاحتياطي النقدي من دون استشارة الشعب العراقي.

"انتصارات"
في المقابل، أشار عضو ائتلاف دولة القانون محمد العكيلي إلى أن القوات العراقية تحقق "انتصارات" في معركة الرمادي، وأن "عمليات التحرير جارية" على الرغم من إقراره بصعوبة المعركة داخل المدن بسبب الكمائن وحرب العصابات التي يستخدمها عناصر تنظيم الدولة.

وقال إن استخدام تنظيم الدولة المدنيين دروعا بشرية هو الذي يشكل تحديا للقوات العراقية في عمليتها لاستعادة الرمادي.  

ونفى العكيلي أن تكون معركة الرمادي أميركية، وقال "إنها معركة عراقية لأن من يملك الأرض هو الأهم"، وإن الدعم الجوي الأميركي مفروض على الحكومة العراقية بدليل أنها استعادت السيطرة على مناطق أخرى -ومنها تكريت– من دون دعم وإسناد أميركي.

غير أن الخبير العسكري والإستراتيجي قال إن تكريت وغيرها لم تكن لتستعاد لولا الإسناد الجوي الأميركي.

يذكر أنه منذ إعلان الحكومة العراقية استعادة الرمادي بالكامل يشن تنظيم الدولة هجمات داخلها وحولها موقعا قتلى وجرحى بالعشرات في صفوف القوات العراقية.