ما وراء الخبر

فرص نجاح الهدنة في الزبداني والفوعة وكفريا

ناقشت حلقة 20/9/2015 من برنامج “ما وراء الخبر” تطورات الشأن السوري، وخاصة توالي الهدنات في الزبداني والفوعة وكفريا، وفرص نجاح المفاوضات التي ترافق الهدنة بشأن مصير هذه المناطق.

قال الخبير العسكري والإستراتيجي عبد الناصر العايد إن مستجدات ميدانية لقوات المعارضة السورية المسلحة هي التي أدت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام بريف إدلب شمالا، وبلدتي الزبداني ومضايا في ريف دمشق.

وحدد العايد هذه المستجدات في قدرة الزبداني على الصمود، وعملية الاستنزاف اليومي لعناصر حزب الله اللبناني، وتقدم المعارضة في بلدتي كفريا والفوعة. وبحسب المتحدث فقد دفعت هذه التطورات الميدانية المليشيات التي كانت مهددة، إلى إطلاق نداء استغاثة لإيران لتجد حلا لها.

وأفادت مصادر للجزيرة بأن قوات النظام السوري وحزب الله من جهة, والمعارضة المسلحة من جهة أخرى, اتفقت على هدنة جديدة في الزبداني وبلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام.

أما الكاتب الصحفي يونس عودة فربط مسألة اللجوء إلى اتفاق الهدنة بهجوم واسع قامت به من سماها التشكيلات المسلحة بمشاركة فصيل جرى تدريبه في تركيا والولايات المتحدة، وهو الهجوم الذي قال إنه باء بالفشل.

وبحسب المتحدث فقد رأى مسلحو المعارضة السورية بعد هذه التطورات الميدانية ضرورة الحصول على هدنة، مشيرا إلى أن عمليات تفاوض سابقة كانت تجري، لكن قوى المعارضة كانت تخرقها.

تجدر الإشارة إلى أن المناطق المذكورة شهدت هدنة في أغسطس/آب الماضي بين قوات المعارضة من جهة وقوات النظام مدعومة بعناصر حزب الله من جهة أخرى، لكن سرعان ما انهارت إثر فشل المفاوضات بين حركة أحرار الشام ممثلة عن المعارضة وبين الوفد الإيراني المفاوض، بعدما أصر الإيرانيون على إخلاء الزبداني ومضايا المحاصرتين من السكان مقابل إخلاء كفريا والفوعة.

وعن دور الطرف الإيراني، قال عودة إن الإيرانيين تدخلوا بعد أن طُلب منهم ذلك.

احتمال الاتفاق
وبشأن احتمال التوصل إلى اتفاق نهائي للمفاوضات، أكد عودة أن المسألة مرتبطة بعوامل عدة هي: العامل الدولي، ومدى استعداد تركيا لأن يتوقف الدم السوري عن السيلان، و"هل المسلحون على الأرض هم من يملكون زمام التفاوض حتى النهاية؟".

واعتبر أنه في حال نجاح الهدنة الحالية فيمكن تعميمها على بقية المناطق حتى توضع الأزمة السورية على السكة الصحيحة، مشيرا إلى وجود عامل جديد في عملية التفاوض وهو مندوب الأمم المتحدة.

من جهته، رجح العايد احتمال التوصل إلى اتفاق نهائي للمفاوضات التي قال إنها تجري بين طرف من جيش فتح الإسلام وآخر من إيران وبوجود مندوب للأمم المتحدة.

وأشار إلى أن إيران وحزب الله يريدان الانتهاء من الزبداني والفوعة وكفريا لإفساح المجال لما وصفه بالتدخل العسكري الروسي المحتمل في سوريا، لكن عودة قال إن دخول العامل الروسي يتحدد بمكافحة ما سماه الإرهاب.