ما وراء الخبر

السيسي والبرلمان.. صراع قبل الأوان

سلطت حلقة “ما وراء الخبر” الضوء على تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول الدستور وحاولت استجلاء المغزى والمقصود من التصريحات وتداعياتها المحتملة على موعد الانتخابات البرلمانية.

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن الدستور المصري صيغ بحسن نية وإن الدول لا تبنى بحسن النية، وذلك قبل خمسة أسابيع من انتخاب أول برلمان منذ انقلاب 3 يوليو/تموز 2013.

التصريحات أثارت ردود أفعال وتفسيرات متباينة, حيث سارع مؤيدو السيسي ومنهم أعضاء في لجنة الخمسين التي صاغت الدستور إلى الانحياز إلى موقف الرئيس والدعوة إلى اعتماد تعديلات دستورية تحد من صلاحيات البرلمان مقابل صلاحيات الرئيس.

في المقابل، أعرب آخرون عن توجسهم من تصريحات السيسي وما قد يليها من إجراءات قد تؤدي إلى تعديلات دستورية "على المقاس".

حلقة 14/9/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" حاولت استجلاء المغزى والمقصود من تصريحات السيسي والتداعيات المحتملة لنواياه على موعد الانتخابات البرلمانية.

تصريح مقلق
يرى أستاذ العلوم السياسية حسن نافعة أن ما قاله السيسي مقلق، ويعني أنه ليس مرتاحا للصيغة التي كتب بها الدستور، وبالتالي هو يميل إلى تعديله.

وقال إنه لا أحد كان يتصور أن يدلي الرئيس بهذا التصريح قبل الانتخابات البرلمانية حتى ممن أيدو السيسي سابقا. موضحا أن الرئاسة أدركت أن هذه الجملة ستفسر تفسيرات شتى فقامت بحذفها، لأن الخطأ كشف النوايا، معربا عن اعتقاده بأن هذا الحذف لن يبدد المخاوف.

واعتبر نافعة أن التصريح هو إساءة للرئيس، لأنه أقسم على احترام الدستور, مشيرا إلى أن القوانين التي أصدرها سابقا مشكوك في دستوريتها.

من جانبه قال زعيم حزب غد الثورة المصري أيمن نور إن الأمر يدعو للقلق وإنه توقع هذا المسار، لأن السيسي لا يرتاح لهذا الدستور الذي وضعه.

وكشف عن أن التعديلات المحتملة في الدستور تشمل زيادة صلاحيات الرئيس وخفض صلاحيات البرلمان, إلى جانب تعديل خاص بالنظام الانتخابي والمحكمة الدستورية فضلا عن تعديلات تخص شروط إعلان حالة الطوارئ.

ويعتقد نور أن حملة "لا لحصانة النواب" في مصر كانت مخططا لها وتهدف لتعديل الدستور.

حكم شمولي
ويرى نافعة أنه في حال تم الإقدام على تعديل الدستور فهذا يعني أن الانتخابات ستؤجل. واصفا الخطوة بالضربة القاصمة لشرعية النظام نفسه وانتهاك فاضح للدستور.

ولفت نافعة إلى أن الخوف الآن هو من ولادة مستبد آخر أيا كان الشعار الأيديولوجي الذي يرفعه، معتبرا أن كل المؤشرات تقول إن مصر تعود نحو الحكم الشمولي ولكن بمفردات جديدة. وقال إن الحل يكمن في تحصين الدستور من أي محاولة للانفراد بالسلطة.

من جانبه توقع أيمن نور أن يذهب السيسي إلى التعديل عبر التمهيد له عن طريق أبواق إعلامية أو أمر قضائي.

وحسب رأي نور فإن هذا البرلمان له خصوصية لأنه يخرج من صلب السيسي, لكن سيخرج لينازعه صلاحيات، وهو رجل لا يريد المحاسبة والمراقبة، لأنه يرى أن ذلك ينال من هيبته، وتوقع أن يواجه البرلمان القادم أزمات مع السيسي لأنه يحكمه منطق غير ديمقراطي.