ما وراء الخبر

هل يحمي الحراك اللبناني نفسه من الاختراق والتوظيف؟

تناول برنامج “ما وراء الخبر” آفاق الحراك الشعبي في لبنان على ضوء ارتفاع سقف مطالبه والمحاولات المستمرة لتوظيفه سياسيا، والأوراق التي يملكها هذا الحراك لحماية نفسه من محاولات الاختراق والتوظيف.

قال الناشط في الحراك اللبناني مارك ضو إن هذا الحراك يشكل حالة سياسية حقيقية بدأت شبابية وجمعت اليوم العديد من القوى في كلمة واحدة تحت شعارات محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين وحل أزمة النفايات وإجراء انتخابات حرة عن طريق قانون انتخابي عادل.

وأضاف في حلقة برنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ 29/8/2015 التي تناولت آفاق الحراك الشعبي في لبنان، أن الشعب "قد سئم الطائفية التي تتحكم في السلطة ومقدرات البلاد"، معربا عن اعتقاده بأن الواقع السياسي في لبنان "سيتغير بسبب نضج الشباب المشارك في الحراك، فنحن أصبحنا الآن قوى سياسية ملموسة، وإذا أجدنا التحرك بشكل صحيح فإننا سنتمكن من تغيير التركيبة السياسية في البلاد".

وقال "نحن شعب بلا دولة وعلينا واجب استعادة الدولة"، مشيرا إلى أن الناشطين يحمون أنفسهم من محاولات الاختراق والتوظيف السياسي "بالشفافية وتطوير حضورنا المنظم والتنسيق حتى نتمكن من اختراق فريقي السلطة وتلك الأحزاب غير الديمقراطية التي تحتكر السلطة وتعتبرنا توابع وتعتبر الدولة والمال العام أملاكا خاصة لها، فنحن كسرنا حاجز الخوف".

من جهته دعا المحلل السياسي اللبناني كامل وزني الطبقة السياسية في لبنان للاستماع إلى مطالب المتظاهرين، معتبرا أن مشكلة البلد ليست في النفايات فقط، وإنما البلد يعيش فراغا كاملا سياسيا واقتصاديا وهو بحاجة إلى "اتفاق طائف اقتصادي".

وقال إن ما قام به المتظاهرون هو رسالة قوية للحكومة وللأطياف السياسية بأن الجمود السياسي غير مقبول وإن هناك حدا لصبر هؤلاء الشباب، وعلى القوى السياسية أن تعرف أن قاعدتها تريد التغيير. ودعا السياسيين إلى الجلوس على طاولة اقتصادية مع أطياف الشباب لمعالجة المشاكل التي يعاني منها البلد.

حزب الله
أما طارق شندم أستاذ القانون الدولي فاعتبر أن الفساد ينخر منظومة الدولة اللبنانية وليست هناك محاسبة، مشيرا إلى أن الطائفية السياسية تحمي الفاسدين.

وأضاف "أجزم بأن 99% من المسؤولين اللبنانيين متورطون بالفساد في لبنان، الذي يحتل المرتبة 12 في قائمة الدولة المهددة بالإفلاس"، وأن "أكثرية الزعماء محميون بالطائفة بقوة السلاح".

ورأى أن "سلاح حزب الله له أثر كبير في الفساد وتدمير مقومات الدولة اللبنانية، ولا يمكن القضاء على الفساد ولا يمكن الإصلاح ما دام هناك فريق مستقو بالسلاح".

وقال "أخشى أن يتحول الحراك الشعبي إلى التعمية على ما يقوم به سلاح حزب الله في لبنان وفي سوريا".