ما وراء الخبر

العراقيون في الشارع.. الوطن أم الطائفة؟

ناقشت حلقة “ما وراء الخبر” الدور الممكن لحراك العراقيين في بناء تيار مدني قادر على جمعهم بعيدا عن الطائفية، كما حاولت الحلقة استشراف المحطات المقبلة لمظاهرات الجماهير العراقية.

كما كان متوقعا شهدت مناطق مظاهرات حاشدة -خاصة في منطقة ساحة التحرير بالعاصمة بغداد– لم تثنها الإجراءات الأمنية المشددة عن المضي وللأسبوع الخامس في المطالبة بوقف الفساد وتردي الخدمات.

والسؤال الذي يتسيد المشهد الآن: أي دور ممكن لحراك العراقيين في بناء تيار مدني قادر على جمعهم بعيدا عن الطائفية؟

هذا ما ناقشته حلقة 28/8/2015 من برنامج "ما وراء الخبر"، محاولة أيضا استشراف المحطات المقبلة للمواجهة المستمرة بين الحراك الشعبي والأوضاع الطائفية القائمة في البلاد.

تنظيف البلد
يقول عدي الزيدي -أحد منظمي المظاهرات- إن الحراك الجماهيري ماض إلى أن "ينظف البلد من الفاسدين" الذين جثموا على العراق والعراقيين منذ الاحتلال الأميركي عام 2003.

وأكد أنه "لا طائفية في المظاهرات، ولن نسمح لأحد بأن يجرنا إلى الأهواء الطائفية التي هي فقط موجودة في الأجندات السياسية".

واعتبر الزيدي أن الأيام القليلة من حراك الجماهير العارم ليست كافية، لكنه مع ذلك "نصر كبير" على ما يقول إنها الوجوه التي لطالما قدسها الشارع هي الآن -ومنها عمائم دينية- تضرب صورها بالأحذية، على حد قوله.

ودعا الزيدي رئيس الوزراء حيدر العبادي لأن يستثمر الثقة التي أولاه إياها الشعب مؤقتا، وأن يعمل على حل البرلمان ومحاكمة الفاسدين، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وإعلان حكومة تكنوقراط بعيدة خاصة عن الأحزاب الدينية.

أحزاب الاحتلال
من ناحيته، قال الكاتب الصحفي العراقي جاسم الشمري إن الأحزاب التي تربعت على المشهد السياسي العراقي جاءت مع المحتل الأميركي، واعتبرت نفسها الأولى بالحكم وأثبتت فشلها طوال 13 عاما.

وعن قرارات العبادي التي اتخذها استجابة لمطالب الجماهير، قال إنها ليست تغييرات حقيقية، فليست القضية في إلغاء مناصب نواب الرئيس ونواب رئيس الوزراء، وتساءل عما يمكن أن تؤول إليه اللجنة البرلمانية المكونة من 26 نائبا والتي أقرت بمسؤولية المالكي عن سقوط الموصل وهيمنة تنظيم الدولة الإسلامية، بينما قابلها المالكي بالاستهزاء.

بدوره، قال الكاتب والباحث السياسي العراقي لقاء مكي إن رسالة الحراك الشعبي -على ما يبدو- لم تصل الطبقة السياسية بشكل كامل. ورأى أن ثمة برمجة يشتغل عليها لاحتواء الجماهير واختزال مطالبهم إلى إصلاحات تتعلق بإلغاء قوانين أو خدمات مجتمعية.

لكن الحقيقة -في رأيه- أن الحراك رمى حجرا في بركة راكدة في الطريق إلى حل مشكلة النظام البنيوية في العراق التي تمثلها الطبقة السياسية الفاسدة كليا والمستندة إلى دستور مليء بالثغرات.

سلمية وحضارية
وعما تحمله الأيام المقبلة من آفاق وعقبات أمام التيار المدني العراقي قال الشمري إنه يمكن أن يحصل على مكانة إذا استمر بسلميته وحضاريته.

بدوره، قال الزيدي إن تيارا مدنيا سيولد في العراق يهدف إلى إبعاد المتأسلمين عن السياسة، مشيرا إلى أن الجامع المشترك بين العراقيين في وجه سارقي المال العام دفع خلال يوم أمس ستين من حزب الدعوة للهرب بحجة أداء فريضة الحج.

أما مكي فتساءل عن قانون الأحزاب الذي أقر أمس الخميس بعدما كان معطلا منذ 2004 قائلا كيف سينفذ القانون؟ مجيبا بأن تطبيقه يعني أن كل الأحزاب ستلغى لأنها جميعها أقيم إما على أساس طائفي أو عرقي.