ما وراء الخبر

دلالات زيارة نائب الرئيس اليمني لعدن

تساءلت حلقة (1/8/2015) من برنامج “ما وراء الخبر” عن دلالات زيارة خالد بحاح، نائب الرئيس اليمني إلى عدن وتداعياتها المحتملة على مستقبل حل الأزمة اليمنية.

أكد المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي أن الحكومة تملك رؤية واضحة لمرحلة ما بعد عدن، وقال لحلقة (1/8/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" إن المقاومة الشعبية تتجه نحو المثلث المحيط بعدن، أي لحج وأبين وتعز، وأشار إلى أن زيارة خالد بحاح نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء للمدينة المحررة تحمل رسائل للداخل والخارج.

وقام بحاح السبت بزيارة تفقدية إلى عدن قادما إليها من العاصمة السعودية الرياض، برفقة ستة من أعضاء حكومته، ومن هناك دعا سكان المدينة إلى العودة والمساهمة في إعادة الإعمار. وتعد الزيارة الأولى إلى عدن منذ غادرها في نهاية مارس/آذار الماضي أثناء الهجوم الذي شنته مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

وحسب بحاح فإن اليومين القادمين سيشهدان الكثير من الحسم العسكري في محوري أبين ولحج ومن تم التوجه نحو تعز، وأن موازين القوى ستتغير في هذه المحافظات، وقال المتحدث باسم الحكومة اليمنية "المثلث المحيط بعدن سيكون تحت سيطرة كاملة للجيش والمقاومة الشعبية".

كما اتهم مليشيا الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع بارتكاب "جرائم حرب" في عدن، ووصف هذه الأخيرة بالمدينة المنكوبة، ودعا المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى زيارتها من أجل الاطلاع على حجم الدمار فيها وتوثيق ما عدها جرائم يحاكم عليها القانون الدولي، كما قال إن الأمم المتحدة تتحمل مسؤوليتها.

وحسب بادي فإن زيارة بحاح إلى عدن تحمل عدة رسائل، أولها أنها تأكيد على أن المدينة مؤمنة وتحت السيطرة الكاملة، وثانيا أنها تعد إيذانا باستئناف الحكومة الشرعية لمهامها، والثالثة أنها رسالة للعالم لينظر لـ"جرائم الحرب" التي ارتكبتها مليشيا الحوثي وقوات صالح.

تراجع الحوثيين
من جهته، رأى الكاتب والباحث السياسي اليمني عبد الناصر المودع أن زيارة بحاح لعدن لها دلالات رمزية، وهي تثبت أن الحوثيين فقدوا القدرة على المبادرة، وأصبحوا في موقف دفاعي وبحالة انحصار.

غير أن الكاتب والباحث السياسي الذي كان يتحدث من العاصمة صنعاء عبد الوهاب الشرفي لم يشاطر بادي والمودع قراءتهم لتطورات المشهد اليمني، واعتبر أن زيارة الوفد الحكومي لعدن لا تعدو كونها خطوة رمزية ستساهم في رفع معنويات الرئيس عبد ربه منصور هادي، وبرر موقفه بكون الهيكل الإداري للدولة لا يزال في صنعاء.

وفي رأي الشرفي كانت الخطوة ستأتي بثمارها لو جاءت على خلفية اتفاق سياسي بين اليمنيين وليس تبعا لاقتتال، وقال إن الأزمة في اليمن سياسية لم يتعامل معها مع الجميع بمسؤولية، وهو ما أوصل الحال -يضيف المتحدث- إلى ما هو عليه الآن.

وبينما دعا المتحدث باسم الحكومة اليمنية مليشيا الحوثي إلى استيعاب درس عدن وعدم تكرار المأساة في تعز، قال الشرفي إن كل الأطراف مطالبة باستيعاب الدرس، أما المودع فاتهم الحوثيين بالمسؤولية عن إشعال الأزمة اليمنية وبأنهم يستمرون في الاندفاع نحو نهاية ستكون نهايتهم. معربا عن قناعته بأن العملية السياسية ما زالت بعيدة جدا.