ما وراء الخبر

لماذا زادت اعتداءات المستوطنين بالضفة؟

ناقشت حلقة “ما وراء الخبر” العوامل التي تسهم في تصاعد وتيرة اعتداءات المستوطنين بالضفة، وتساءلت: كيف يمكن استغلال المواقف الدولية المستنكرة للحد من هذه الاعتداءات وملاحقة مرتكبيها؟

شهدت الفترة الأخيرة تصاعدا ملحوظا في اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغربية، وأخذت تلك الاعتداءات طابعا وحشيا بلغ حد الحرق أحيانا، كما جرى للطفل علي دوابشة، ومن قبله الطفل محمد أبو خضير.

مخطط صهيوني
الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي قال في حلقة 31/7/2015 من برنامج "ما وراء الخبر"، إنه على الفلسطينيين أن يدركوا أن إسرائيل تمارس المخطط الصهيوني نفسه الذي مارسته في فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي.

وأكد أن الشعب الفلسطيني متشبث بأرضه وحقوقه ولن يتراجع، لافتا إلى أنه بدون مقاومة شعبية ودون عقوبات ضد دولة الاحتلال فإن إسرائيل لن ترتدع.

ودعا البرغوثي السلطة الفلسطينية إلى الانتقال لمرحلة تقديم الإحالات لمحكمة الجنايات الدولية، مضيفا أن إسرائيل تخاف وتخشى من حركة المقاطعة وفرض العقوبات.

وشدد على ضرورة تجاوز الانقسام الداخلي، معتبرا أن التعديل الوزاري الأخير أعاد الفلسطينيين إلى نقطة ما قبل اتفاق الشاطئ.

وتابع القول "نحن نستطيع أن نأتي بالماء والحصان، لكننا لا نستطيع أن نجبر الحصان على شرب الماء"، وحث حركتي فتح وحماس على تحمل مسؤولياتهما التاريخية.

ورأى أن إستراتيجية مقاومة الاحتلال لا يمكن أن تكون فاعلة وناجعة ما لم تكن إستراتيجية موحدة.

تواطئ المجتمع الدولي
من جانبه، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة مخيمر أبو سعدة أن المجتمع الدولي بصمته على ما تقوم به إسرائيل متواطئ وشريك في الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين.

وكشف عن أن وزراء منتمين لحكومة بنيامين نتنياهو يدعون صراحة إلى قتل الفلسطينيين وتهجيرهم.

وذكر أن جريمة قتل علي دوابشة حرقا ليست منفصلة عن إجراءات الحكومة الإسرائيلية التي تمثل غطاء سياسيا لاعتداءات المستوطنين.

وأوضح أن الشعب الفلسطيني يعاني في الضفة والقطاع، مشددا على ضرورة استثمار اللحظة التاريخية الراهنة من أجل تجميع الصفوف وتوحيدها بعد انقسام مرّ عليه الآن ما يقرب من ثماني سنوات.

وبين أنه على القيادة الفلسطينية إعادة النظر في مسألتين أساسيتين: تتعلق الأولى بالاعتقالات السياسية التي تمارس ضد عناصر المقاومة الفلسطينية في الضفة، والثانية بالتعامل مع إسرائيل.

وخلص أبو سعدة إلى تأكيد أن المقاومة الشعبية وحدها هي القادرة على حماية الفلسطينيين من اعتداءات المستوطنين وجرائمهم المتكررة. 

وكان الرضيع الفلسطيني علي دوابشة استشهد وعمره عام ونصف العام حرقا جراء إشعال مستوطنين منزله في قرية دوما جنوب نابلس في الضفة الغربية.

وأصيب والدا الطفل الشهيد وشقيقه بجروح بالغة في الاعتداء وأفاد سكان قرية دوما بأن مستوطنين ألقوا زجاجات حارقة على المنزل، فاحترق تماما ثم كتبوا شعارات عنصرية بالعبرية على جدرانه الخارجية.