ما وراء الخبر

انعكاسات المنظومة الحدودية التركية على الأزمة السورية

تناول برنامج “ما وراء الخبر” إعلان تركيا تعزيز إجراءاتها الأمنية على الحدود السورية، وانعكاسات ذلك على التعاطي التركي مع الشأن السوري.

أعلنت حكومة أنقرة عزمها إنشاء منظومة أمن متكاملة لتأمين حدود البلاد الجنوبية مع سوريا، والتي يبلغ طولها تسعمائة كيلومتر.

المنظومة الجديدة تهدف إلى منع مرور "الإرهابيين"، وتتزامن مع استمرار إرسال تعزيزات عسكرية تركية في ظل التوتر عبر الحدود مع سوريا.

ويطرح عزم تركيا تشديد الإجراءات الأمنية على حدودها مع سوريا أسئلة حول انعكاسات هذه ذلك على التعامل التركي مع الشأن السوري، وموقف الأطراف السياسية التركية -خاصة الأكراد- من هذه الإجراءات.

خط دفاعي
فيما يتعلق بمفهوم منظومة الإجراءات الأمنية التركية الجديدة، عرف الكاتب والباحث في الشأن التركي علي باكير المنظومة بأنها خط دفاعي للقيام بعمل هجومي، يهدف إلى الحد من انعكاسات الوضع السوري على الداخل التركي، وجعل قدرة الأتراك على تنفيذ عمل خارجي أكبر، في ظل وجود تسريبات عن عملية محدودة سيتم تنفيذها في الشمال السوري للحد من تقدم تنظيم الدولة الإسلامية والأكراد في المنطقة المتاخمة لتركيا.

وبالمقابل رجح الكاتب الصحفي عبد الوهاب بدرخان في حلقة الخميس (23/7/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" أن يكون الغرض من تنفيذ المنظومة هو الوقاية الأمنية بشكل أساسي، ومن ثم التحضير للأعمال العسكرية المنظمة المحتملة داخل سوريا، رغم أنه استبعد أن تتورط تركيا في حرب لوحدها.

التوقيت
وحول توقيت الإعلان التركي عن تنفيذ المنظومة الأمنية رأى بدرخان أن الموقف التركي من الأزمة السورية التي دخلت منتصف العام الخامس قد تغير الآن، لأن المخاطر اقتربت من الداخل التركي.

واستبعد أن تكون الإجراءات الأمنية التركية تدخل في إطار مطالبة أنقرة بإقامة منطقة عازلة شمال سوريا، وأكد أن أميركا ما زالت تعارض فكرة المنطقة العازلة لأنها تحتاج إلى تخصيص قوات جوية دائمة لمراقبة حظر الطيران فيها.

وعبر باكير عن اعتقاده بصعوبة تنفيذ هذه المنظومة الأمنية لأنها عملية كبيرة وتتطلب تمويلا كبيرا ليس في مقدور الحكومة الحالية توفيره، وأكد أن المخاطر التي تهدد الأمن القومي التركي تتمثل في النظام السوري وأحزاب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني وتنظيم الدولة، التي تنسق فيما بينها بهدف الضغط على حكومة أنقرة.

موقف الأكراد
من جانبه، انتقد الكاتب والباحث الكردي فائق بولوط تنفيذ المنظومة الأمنية، وأوضح أنها ستكون بمثابة "حائط برلين" آخر بين الشعب الكردي في الجانبين السوري والتركي، وقلل من خطورة تسلل عناصر حزب العمال الكردستاني عبر الحدود، مشيرا إلى أن الحزب لم ينفذ عمليات عسكرية تذكر خلال الأربعين عاما الماضية.

ووصف التدابير التركية بأنها عابرة وقصيرة النظر، وأكد أن العناصر التي تتسرب من تركيا هي عناصر تنتمي إلى الفصائل "المتشددة" وتأتي من الخارج، وقدّر أعداد الذين دخلوا سوريا منهم خلال الفترة الماضية بأكثر من عشرة آلاف عنصر.

وأرجع بولوط تحسس الأكراد من المنظومة إلى أن الحركة الكردية الموجودة في سوريا تشعر بأن تركيا تبيت النية لقمعها ومنعها من إقامة حكم ذاتي، وأشار إلى أنها سعت لقمع الحركة بواسطة تنظيم الدولة الإسلامية ولكنها لم تنجح.