ما وراء الخبر

مغزى عملية الحكومة العراقية لاستعادة الأنبار

ناقشت حلقة “ما وراء الخبر” دلالات توقيت إعلان الحكومة العراقية عن عملية جديدة لاستعادة الأنبار، في ظل تصاعد الانتقادات الرسمية والاتهامات الحقوقية لمليشيات الحشد الشعبي.

أعلنت وزارة الدفاع العراقية اليوم الاثنين بدء عملية عسكرية جديدة لاستعادة محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع يحيى رسول إن القوات المسلحة مع مليشيات الحشد الشعبي والعمليات الخاصة والشرطة الاتحادية وأبناء العشائر يخوضون معارك ويتقدمون باتجاه الأهداف المرسومة لهم.

حلقة الاثنين (13/7/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت هذا التطور وتساءلت: ماذا تخبئ الحكومة العراقية في جعبتها هذه المرة في عمليتها الجديدة لاستعادة الأنبار؟ وما دلالات توقيت إعلان هذه العملية في ظل تزايد الانتقادات الرسمية والحقوقية للحشد الشعبي؟

عمليات متكررة
ولا تعد هذه العملية هي الأولى التي تعلن عنها الحكومة العراقية لاستعادة الأنبار، وقد لا تكون الأخيرة، فالأشهر الماضية شهدت إعلان الحكومة عن عملية "فجر الكرمة" لاستعادة منطقة الكرمة قرب الفلوجة.

كما أطلقت حكومة العبادي عملية "لبيك يا حسين" التي أصبحت لاحقا "لبيك يا عراق" لاستعادة صلاح الدين والأنبار.

في هذا الوقت، كان تنظيم الدولة يُحكم قبضته على مناطق جديدة بينها الرمادي مركز محافظة الأنبار، وينفذ عمليات ويبث إصدارات مرئية لتعزيز صدقية بياناته، وهو ما لم تفعله الحكومة، حيث بقيت كل رواياتها غير مسنودة بما يثبت نجاعتها.

حول هذا الموضوع، يقول الخبير الأمني هشام الهاشمي إن العملية الجديدة من الناحية العسكرية يمكن أن تكون أفضل من سابقاتها، لأنه تم الإعداد لها بشكل جيد لأكثر من شهرين، وهناك خبراء عسكريون من الولايات المتحدة وفرنسا وضعوا الكثير من الخطط والبدائل الإستراتيجية لتحرير هذه المناطق.

رمزية الفلوجة
أما الكاتب والمحلل السياسي العراقي وليد الزبيدي فيرى أن الفلوجة والرمادي بصورة عامة لهما رمزية ضمن الاحتدام الطائفي في العراق، وبروز دور إيران والحشد الشعبي وعودة الوجود الأميركي باعتبارهما في ذاكرة العراقيين أرض مقاومين للاحتلال.

وأضاف أن كل من يتحدث عن الفلوجة عليه العودة إلى عام 2004 حيث قاوم مقاتلوها القوات الأميركية التي لم تستطع التغلب عليهم إلا باستخدام الفوسفور الأبيض.

وأكد الزبيدي أن هذه الرمزية أعطت للملتحقين بالقاعدة وقتها زخما كبيرا، وإذا خرج تنظيم الدولة من الفلوجة في العملية المقبلة فهذا معناه أنها ستباد، وسيعطي ذلك زخما كبيرا للتنظيم داخليا وخارجيا، وإذا انتصر التنظيم وانهزم الحشد الشعبي والجيش العراقي فهذا معناه بوابة جحيم على الدولة والحكومة العراقية فيما يتعلق ببغداد ومناطق أخرى.

وتابع أن الأمر ليس بسيطا والتحرش بهذه المناطق لا يمكن أن يحقق ما تريده الحكومة، والفلوجة ليست سهلة ولها رمزية لدى السنة والعالمين العربي والإسلامي.

عوامل إستراتيجية
من جهته، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العراقي مؤيد الونداوي إنه يجب أن نتذكر أن الأعداد التي ذكرت والقطاعات المشاركة ستقاتل في أرض مساحتها أكبر من الأردن ولبنان، وتنظيم الدولة لديه خطوط إستراتيجية يتحرك وفقها.

وأعرب الونداوي عن قلقه من إشراك قوات الحشد الشعبي "غير المنضبطة أو الوقحة" في هذه العمليات، خاصة مع وجود أكثر من سبعين ألف مدني داخل المدينة لا يعلم أحد التحضيرات لهذه الموجة المحتملة من النزوح.