ما وراء الخبر

لماذا وضع العبادي كربلاء على حدود السعودية؟

بحثت الحلقة قرار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ضم ناحية النخيب من الأنبار لكربلاء، وما يمثله هذا من دفع الشحن الطائفي والتهديد الأمني للسعودية حيث تمثل النخيب مفتاح العراق للسعودية.

لا تحمل الترتيبات الإدارية المناطقية في أي بلد أكثر من تفاعلات قد تصل أحيانا إلى جدل ذي طابع مطلبي.

غير أن الحال في العراق تختلف، فها هو رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يصدر قرارا بضم ناحية النخيب التابعة لمحافظة الأنبار لعمليات الفرات الأوسط التابعة لمحافظة كربلاء، لتثور ثائرة مجلس محافظة الأنبار وشيوخها.

ويرى مراقبون أن توقيت الضم للناحية الواقعة في النصف الجنوبي من محافظة الأنبار وبوابة العراق إلى السعودية يصب الزيت على النار المستعرة في الأنبار ويسعر من الشحن الطائفي. أما على صعيد السعودية التي تقود تحالفا ضد الحوثيين فإن حدود كربلاء ستصبح على طول 400 كيلومتر معها.

حلقة "ما وراء الخبر" في 7/5/2015 بحثت الرسالة التي يراد لها أن تصل للسعودية من وراء هذا القرار، وعلى صعيد الداخل العراقي الأبعاد الأمنية والسياسية للتغيير الديمغرافي والجغرافي الذي سيطول مناطق ومكونا عراقيا يتهم الحكومة بالطائفية.

عضو التحالف الوطني العراقي محمد العكيلي قال إن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين اقتطع النخيب من كربلاء وضمها للأنبار، مشيرا إلى أن المنطقة صحراوية تحتاج إلى التعزيز الأمني وتأمين الطريق بين كربلاء وعرعر السعودية تمهيدا لتحرير الرمادي والأنبار عموما.

تمدد إيراني
من ناحيته ربط رئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز بن صقر بين إجراء الضم والرغبة في جعل المحافظات المحاذية للدول الخليجية شيعية، وفي حالة النخيب فإن الحجة حماية طريق الحجاج بينما يستطيع أهل المنطقة تأمين العبور سواء للحجاج أو التجار، على حد قوله.

وأضاف بن صقر "كنا نتمنى أن تكون الحكومة العراقية وطنية"،  لكنها بحسبه اختارت إقصاء السنة وممارسة التطهير ضدهم "باسم داعش"، في ديالى وفي الحزام الأمني حول بغداد، وهي تغض الطرف عن 48 مليشيا تمول معظمها من إيران، بينما قاسم سليماني (قائد فيلق القدس الإيراني) يصول ويجول في العراق، ومع ضم النخيب إلى كربلاء سيكون على الحدود السعودية بحجة حماية الحجاج، كما قال.

أما الباحث السياسي العراقي لقاء مكي فقال إن مسألة النخيب تتعلق بقلة شعور الحكومة بالمسؤولية وبارتباكها الشديد، معددا أكثر من مشهد كانت الحكومة فيه تستعدي المكون السني، منها منع دخول النازحين إلى بغداد إلا بوجود كفيل، ومنع تسليحهم وأخيرا "منح هدية لداعش" في ضم النخيب إلى كربلاء وتعزيز القول بأن الحكومة تعمل بأجندة طائفية.

العكيلي رفض أن يحمل الإجراء الأخير "كل هذا التحليل الطائفي" من قبل مكي وبن صقر، وأضاف أن حوادث عديدة وقعت في السابق قتل فيها حجاج، وأن النخيب التي اعتبر عدم تبعيتها لغير كربلاء "تدليسا" هي من المناطق المتنازع عليها وفق المادة 140 من الدستور.

ورد مكي بأن قرار العبادي لو كان في سياق زمني آخر لتغيرت الرؤية، لكن الحال تقول الآن إن الحشد الشعبي؟ ذا الهوية الطائفية المعينة هي التي تقرر وإن استقطاع النخيب يعكس رغبة في منع مناطق السنة من التواصل مع السعودية فيما لو أصبح لها كيان في المستقبل.