ما وراء الخبر

حلف طبرق.. ماذا بعد أحداث الثلاثاء؟

بحثت حلقة “ما وراء الخبر” أبعاد الأحداث التي شهدها محيط برلمان طبرق المنحل والتوتر الذي عكسه بين رئيس الحكومة عبد الله الثني واللواء المتقاعد خليفة حفتر بدأ يظهر على السطح.

حاصر متظاهرون غاضبون بينهم مسلحون المقر المؤقت للبرلمان الليبي المنحل وبداخله رئيس الحكومة عبد الله الثني ورئيس البرلمان عقيلة صالح وعدد من أعضاء الحكومة والبرلمان.

هذا الحادث الذي شهدته مدينة طبرق -مقر البرلمان المنحل- صباح الثلاثاء فتح الباب لقراءات عديدة في حلقة "ما وراء الخبر" 26/5/2015 سؤالها الأبرز عن احتمالات بروز التوتر المكتوم بين الثني واللواء المتقاعد خليفة حفتر على السطح، والتأثيرات على حلف طبرق برمته.

فالثني الذي ذكرت فضائية "ليبيا أولا" أنه طرد من البرلمان يتهم صاحب الفضائية حسونة ططناكي بشن حملة ممنهجة ضد الحكومة، مع العلم أن ططناكي حليف حفتر وذراعه الإعلامية.

تجدر الإشارة إلى أن حفتر متهم من قبل الثني بأنه يحاول بسط هيمنته على الشرق، كما أن الثني وصف في مايو/أيار العام الماضي ما يسمى "عملية الكرامة" بالانقلاب.

ديمقراطيون وعسكر
الباحث المختص في قضايا العالم العربي صلاح القادري يبتعد عن ثنائية حفتر-الثني، ومن منظوره فإن برلمان طبرق انتخب بالفعل كأفراد، ومنهم برلمانيون يؤمنون بالحكم المدني، ومنهم من يريد استساخ دولة عبد الفتاح السيسي في مصر، ومنهم طرف ثالث يسعى لاستعادة نظام معمر القذافي.

واعتبر أن الحادث الذي جرى حول برلمان طبرق رسالة مفادها أن من يحاول فك الارتباط بحفتر والنظام القديم سيتعرض للتصفية، وأي أطراف مدنية تهدد وجود حفتر السياسي والمعنوي سيكون رد الفعل تجاهها عنيفا.

وحذر القادري من الثقة بالتحالف بين الديمقراطيين والعسكر، ضاربا في ذلك مثلا محمد البرادعي في مصر الذي وثق بالانقلاب، ومن قبله غالبية من جربوا العسكر ووعودهم بالتخلي عن السلطة فكان مصيرهم الإعدامات والسجون والمنافي.

من ناحيته وصف الباحث في الشأن الليبي فتحي الفاضلي برلمان طبرق ببؤرة الفوضى التي يسيطر عليها حفتر.

وفي رأيه فإن برلمان طبرق فقد شرعيته من خلال الخطأ الإستراتيحي المتمثل بانحيازه إلى حركة "إرهابية متطرفة عنصرية" تسمى "عملية الكرامة".

وأضاف "وبينما يمر الوطن بمأساة فإن الفوضويين في طبرق يتصارعون على المليارات ولا يحسون بآلام الناس".

وأكد الفاضلي صحة ما يتداول عن أن ططناكي يشن حملة على الثني بسبب رفض الأخير توليه  محفظة ليبيا الاستثمارية بقيمة 67 مليار دينار ليبي (نحو 49 مليار دولار)، وأضاف أن ططناكي "بوق لمصر ولحفتر".