ما وراء الخبر

تسليح أميركا للسنة والأكراد بالعراق.. فزاعة أم حقيقة؟

ناقشت حلقة “ما وراء الخبر” مشروع قرار أميركيا ينص على إمكانية تسليح مباشر للسنة والأكراد بالعراق، وتساءلت عن مدى وجاهة مثل هذه الخطوة وعن احتمالات تحوله لقرار نافذ.

أدانت الحكومة العراقية وسياسيون ومرجعيات شيعية في العراق مشروع قرار أميركيا ينص على إمكانية تسليح السنة والأكراد في العراق، وذلك في حال عدم وفاء حكومة بغداد بحقوق الأقليات ورفض وقف دعم المليشيات الشيعية.

حلقة الخميس 30/4/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" توقفت مع هذا التطور وناقشته في محورين: ما مدى وجاهة الأسباب التي قادت مؤيدي مشروع القرار الأميركي إلى الدفع به إلى طاولة الكونغرس؟ وما هي إمكانية تطبيق مشروع القرار والتأثيرات المحتملة في حال تحوله إلى قرار نافذ؟

وشارك في مناقشة الموضوع من واشنطن الناطق السابق باسم وزارة الخارجية الأميركية جيف غوردن، ومن بغداد رئيس مركز التفكير السياسي العراقي إحسان الشمري، ومن عمان المستشار بالمركز العراقي للدراسات الإستراتيجية نزار السامرائي.

دعم مشروع القرار
غوردن رأى أن القوات العسكرية العراقية لم تستطع القضاء على قوة تنظيم الدولة الإسلامية، معربا عن دعمه لمشروع القرار الأميركي.

وشدد على ضرورة وضع السلاح بأيدي الناس القادرين على إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة.

ووصف غوردن قوات البشمركة الكردية بأنها أفضل القوات المقاتلة في العراق، لافتا إلى أنها تشكو من ضعف التسليح خصوصا فيما يتعلق بالأسلحة الثقيلة.

وقال إن من المهم بالنسبة للولايات المتحدة أن تكون لديها رؤية واضحة لما يدور في العراق تمكنها من تحقيق توازن في القوى بين السنة والشيعة أساسا.

واعتبر أن الحكومة العراقية ليست شاملة، داعيا إلى معاملة الناس كونهم عراقيين بقطع النظر عن أي انتماءات دينية أو مذهبية أو قومية.

حكومة شاملة
لكن رئيس مركز التفكير السياسي العراقي إحسان الشمري الذي تحدث من بغداد نفى أن تكون حكومة حيدر العبادي طائفية، واصفا إياها بالحكومة الشاملة التي تضم كل المكونات السياسية والاجتماعية باعتراف الجميع، حسب قوله.

ورأى الشمري أن مشروع القرار الأميركي بشأن تسليح السنة والأكراد لاقى رفضا رسميا وشعبيا واسعا في العراق، لافتا إلى أن المكون السني نفسه شهد انقساما بين مؤيد ورافض للخطوة الأميركية.

مرتزقة
أما المستشار بالمركز العراقي للدراسات الإستراتيجية نزار السامرائي فقد وصف الحديث عن السيادة العراقية بالمزحة الثقيلة، مضيفا أنه أمر في غير موضع يصلح أن يكون شعارا سياسيا لا علاقة له بالممارسة على الأرض.

وأشار إلى أن الجانب الأميركي حريص على إيجاد مرتزقة يخوضون بالوكالة معركة أميركية في العراق.

وأكد أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والتحالف الشيعي الحاكم لا يريدان تسليح المكون السني من أجل الإبقاء على المعادلة القائمة في موازين القوى.

وخلص السامرائي إلى القول إن الظلم مزرعة للتطرف، محذرا العبادي من أنه إذا لم يشرع في مقاربة سياسية للأزمة العراقية فإن تنظيم الدولة سيتوسع على نطاق كبير لدى المكون السني.