ما وراء الخبر

الاتفاق النووي بين إيران والغرب.. المكاسب وحجم التنازلات

ناقشت حلقة “ما وراء الخبر” الاتفاق الإطاري الذي توصلت إليه إيران ومجموعة 5+1 في سويسرا بشأن برنامج طهران النووي، الذي ينتظر أن يمهّد لاتفاق نهائي بشأن الملف نهاية يونيو/حزيران المقبل.
بعد 12 عاما من الشد والجذب بشأن ملف إيران النووي، توصلت طهران ومجموعة 5+1 إلى اتفاق إطاري، وضع الأسس حسب موقعيه، لاتفاق نهائي حوله بنهاية يونيو/حزيران المقبل.

ردود الفعل الغربية رحبت في معظمها بما تحقق، من دون أن يمنع هذا وجود تحفظات عليه في الولايات المتحدة وإسرائيل.

أما في إيران التي رأت في الاتفاق ضمانا لحقها في مواصلة تخصيب اليورانيوم، فقد واجه المحافظون ما تم بانتقادات، بلغت حد وصف الاتفاق بأن إيران قايضت بتوقيعه حصانها المسرج، "بحصان ذي لجام مكسور" مثلما قال شريعت مدار، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي.

حلقة الجمعة (3/4/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" استعرضت المكاسب التي حققها طرفا الاتفاق وحجم التنازلات التي قدماها من أجل التوصل إلى إبرامه، ومدى إمكانية استكمال الاتفاق في ضوء الحسابات الداخلية والإقليمية والدولية المرتبطة به.

مكاسب إيرانية
وبشأن انقسام الرأي السياسي في إيران قال مستشار مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية ما شاء الله شمس الواعظين إن المحافظين في إيران وأميركا يعارضون الاتفاق كل حسب موقفه.

وأضاف أن الشعب الإيراني يقف كله إلى جانب هذا الاتفاق ويحتفل به باعتباره متوازنا ويميل إلى صالح إيران، وأنه تضمن الحصول على اعتراف دولي بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، وأن العقوبات المفروضة على طهران ظالمة ويجب رفعها، مع الحفاظ على حق البلاد في تطوير برامج نووية في المستقبل.

ونفي شمس الواعظين وجود أي ملاحق لهذا الاتفاق، وأوضح أن الملف يعد عريضا وطويلا، ومن المنتظر أن تشهد مفاوضات نهاية يونيو/حزيران بين الجانبين مناقشة التفاصيل ووضعها كنقاط واجبة التنفيذ.

 

اتفاقية عادلة
من جهته رأى السفير جيمس جيفري نائب مستشار الأمن القومي الأميركي سابقا والمسؤول السابق عن ملف إيران في الخارجية الأميركية أن الإيرانيين حصلوا على كل ما يريدون وستظل كل منشآتهم مفتوحة وترفع عنهم العقوبات، وأوضح أن الدول الأخرى توصلت إلى أنها تستطيع مراقبة تخصيب اليورانيوم بشكل صارم، الأمر الذي يجعل تصنيع سلاح نووي إيراني أمرا صعبا جدا قبل أقل من عام.

وعبر السفير جيفري عن آمال الرئيس الأميركي باراك أوباما في أن تعمل هذه الاتفاقية على حلحلة الأزمة دون أن يكون ذلك على حساب دول أخرى في المنطقة، وأكد أن التزام إيران بهذه الاتفاقية يجعلها غير قادرة على إنتاج سلاح نووي في المستقبل القريب.

صراعات وتنازلات
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي فقال إن الاتفاق شهد إنجازات وتنازلات من الطرفين واستخدام سياسة العصا والجزرة، وأكد أن المشروع النووي الإيراني يهدف لزيادة وزن إيران في المنطقة.

وأوضح الشايجي أن العقوبات هي التي دفعت إيران إلى تقديم التنازلات، وأشار إلى الصراع بين المعتدلين الذين يقودهم وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف والمحافظين والحرس الثوري الذين يمكن أن يعبروا عن رفضهم للاتفاق، من جهة أخرى.

واعتبر أن موافقة إيران على أكثر أنظمة المراقبة التي تفرضها وكالة الطاقة النووية صرامة، من الانتصارات الكبيرة لإدارة الرئيس أوباما.