ما وراء الخبر

هل يستهدف الإعلام العراقي معنويات الجيش؟

استعرضت حلقة “ما وراء الخبر” دقة اتهامات الرئاسات العراقية للإعلام بمحاولة التأثير سلبا على معنويات الجيش، وأسبابها، وإمكانية استجابة الإعلام لطلب الرئاسات في هذا الصدد.

دعا اجتماع حضره رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان والقضاء في العراق يوم الأحد 26/4/2015، إلى وحدة الخطاب الوطني، وحثّ الإعلام على لعب ما سماه دورا مسؤولا يخدم الوحدة الوطنية.

وتطرق الاجتماع -الذي عقد على مستوى الرئاسات الثلاث- للبحث فيما اعتبره عوامل تؤثر في الروح المعنوية للجيش، وأثار العديد من التساؤلات بشأن الدرجة التي وصل إليها هذا الأمر، والجهات التي ترى الرئاسات أنها تسعى عمدا لتحقيق هذا الهدف.

توازن القوى
ولتحديد أجهزة الإعلام المقصودة بالتأثير سلبا على معنويات الجيش العراقي قال أحمد محجوب الجبوري المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب العراقي إن الاتهام موجه لـ"بعض" وسائل الإعلام وليس لجميعها.

وأكد لحلقة الاثنين 27/4/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" أن الاجتماع لم يحدد هذه القنوات "التي تعرف نفسها" وتعلم أنها تؤذي المواطن العراقي، وعبر عن استغرابه لعدم قيام المجتمع الدولي بمكافحة وسائل الإعلام التي أوضح أنها تروج لفلسفة تنظيم الدولة الإسلامية.

وحسب رأيه، يحتم الواقع رفع المظلومية عن جميع مكونات الشعب العراقي حتى يتوحد العراقيون ويستطيعوا مواجهة تنظيم الدولة، وأشار في هذا الصدد إلى دعوة رئيس البرلمان سليم الجبوري لإحداث توازن داخل القوى الأمنية وإشراك المكون السني وجميع العراقيين حتى يدرك الجميع أنهم شركاء في مواجهة الأخطار وشركاء عند الانتصار.

وكشف الجبوري أن المعركة الآن أكبر من كونها خلافا داخل الحكومة، وأشار إلى أنها معركة بين الدولة واللادولة، وألمح إلى تدخل "أطراف" تريد أن تدعم وتقوي تنظيم الدولة حتى ينجح في نزع أرواح العراقيين.

مظلومية السنة
من جهته، استخلص الباحث السياسي العراقي لقاء مكي أن الحديث عن تأثير أجهزة الإعلام على الجيش يدل على هبوط وانهيار معنويات الجيش العراقي، وأوضح أن هذا الانهيار ليس جديدا، وحمل الحكومات العراقية المتعاقبة وتحديدا حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي مسؤولية تحول الجيش العراقي إلى جيش طائفي يحارب الشعب، حسب وصفه.

وأوضح أن من واجب الدولة استعادة هيبة البلاد والسيطرة على جميع أراضيها، لكنه اتهم الحكومة العراقية بممارسة سياسة العقاب الجماعي ضد مدن بكاملها بحجة وجود تنظيم الدولة بها، وضرب مثلا بمدينة ديالى التي طرد مواطنوها وحرقت مزارعهم بحجة أن التنظيم كان موجودا بها.

واعتبر مكي أن مظلومية السنة أكبر لأنهم تعرضوا لظلم طائفي، وهجروا وقتل أبناؤهم رغم أن كل الشعب العراقي تعرض للظلم، وأكد أن المليشيات صارت أقوى من الجيش ولا تستطيع الشرطة السيطرة عليها، وأصبحت جهازا موازيا للدولة.

وأشار الباحث العراقي إلى نزوح حوالي مائة ألف من الرمادي إلى بغداد، وأوضح أن أجهزة الإعلام العراقية استهدفتهم وأصبحت تحذر من وجود "مدسوسين" بينهم تابعين لتنظيم الدولة، وعبر عن أسفه لاستجابة الحكومة لهذه التحذيرات وقيامها بفرض قيود على دخولهم لبغداد، الأمر الذي اعتبره الباحث إهانة لكرامتهم وهم يرون أهلهم يموتون على أبواب العاصمة.