ما وراء الخبر

هجمات مصر.. لماذا الآن؟ ومن يقف وراءها؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” الرسائل التي تضمنتها الهجمات على مدينة السادس من أكتوبر ومدينة الإنتاج الإعلامي في الجيزة، والمقاربة المطلوبة كي تخرج مصر من التردي الأمني والسياسي والمعيشي.

في ظل انسداد تام للأفق السياسي في مصر، أخذت التفجيرات التي استهدفت أبراجا للكهرباء في مدينة السادس من أكتوبر الواقع الأمني في البلاد إلى مرحلة جديدة، مرحلة لم تعد فيها وسائل الإعلام الموالية للنظام والمحاطة بحماية أمنية يفترض بها أن تكون حصينة، لم تعد في مأمن من يد رافضي الانقلاب الذين يبدو أنهم باتوا على قناعة أن النظام لا يفهم إلا هذه النوعية من الرسائل، لعله يغير من فهمه للأزمة المصرية وسبل التعاطي معها.

وزارة كاذبة
وبشأن إعلان تنظيم "العقاب الثوري" مسؤوليته عن التفجيرات، قال الخبير الأمني والعميد السابق في جهاز الشرطة المصرية طارق الجوهري إن الداخلية المصرية دأبت على الكذب، ولا يمكن أن يعول على تصريحاتها، وأكد أن البرج كان يقف على قوائم خراسانية ولا يمكن أن يكون سقوطه ناتجا عن عبوات بدائية.

وأضاف الجوهري لحلقة الثلاثاء 14/4/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" أن تنفيذ المهام الأمنية السياسية والاعتقالات أصبح هو الشغل الشاغل للأمن العام، الذي أغفل مهامه الأساسية في تأمين مثل هذه الأبراج، إضافة إلى أن الاهتمام بالأمور في مصر يحدث بعض ظهور المشكلة، بحسب رأيه.

ورأى الخبير الأمني أن النظام لا يراهن على الحلول السياسية، لأنه يعلم أن المصالحة تعني التهدئة التي قد تدفع معارضين إضافيين إلى النزول إلى الميدان، واستبعد أن تصدر من السيسي و"عصابته" مبادرة لحل الأزمة سلميا.

نقل الحرب
من جهته، أكد الكاتب الصحفي وائل قنديل أن التفجيرات غير مفيدة للحراك الثوري السلمي، وتوقع أن يخرج النظام "الانقلابي" ويتحدث عن همجية الثورة، وأوضح أن السلطة تحاول أن تحول الثورة السلمية في مصر إلى النموذج السوري، حتى تستطيع أن تمارس المزيد من العنف والقتل.

وأكد أن السيسي أراد بهذا العمل أن ينقل الحرب من سيناء التي فشل فيها فشلا ذريعا، إلى قلب القاهرة حتى يغطي على الدفعة الجديدة من أحكام الإعدام التي صدرت "دون محاكمات".

وعبّر قنديل عن سخريته من اسم "تنظيم العقاب الثوري" الذي نسبت إليه التفجيرات، وتساءل عمن قام بتأليف هذا الاسم، ولم يستبعد في الوقت ذاته أن تكون الانفجارات مردها إلى التغييرات الكبيرة التي شهدها الجيش والداخلية، وأن تقوم الأجنحة المتصارعة في الوزارتين بتصفية حساباتها وأن تكون "تروس الانقلاب بدأت تأكل بعضها".

عوامل عديدة
أما رئيس تحالف المصريين الأميركيين مختار كامل فأكد أن المقاربة الأمنية هي أحد العوامل المسؤولة عن تردي الأوضاع الأمنية والسياسية، ولكنها ليست العنصر الوحيد فهناك عوامل أخرى قادت إلى هذه النتيجة، بحسب رأيه.

وأشار إلى وجود عوامل أخرى مسؤولة عن تردي أوضاع البلاد منها: وجود قدر كبير من الاستقطاب المذهبي داخل المجتمع المصري منذ الانتخابات التي فاز بها الإسلاميون، وعدم عمل الحكومة على تنفيذ المطالب المشروعة التي نادت بها ثورة 25 يناير/كانون الثاني.

وبحسب كامل، فإن الشرق الأوسط بدأ يشهد علامات على انهيار عصر كامل من القيم والتقاليد والأعراف، وأكد على أن التغيير يجب أن يبدأ من القلب والعقل والقيم التي تتحكم فيهما.