ما وراء الخبر

دوافع النظام السوري لاستخدام الغازات السامة في إدلب

ناقشت حلقة “ما وراء الخبر” أسباب استخدام النظام السوري للأسلحة المحرمة ضد المعارضة رغم امتلاكه الأسلحة التقليدية، وتساءل عن فرص إفلاته من العقاب مع تواتر التقارير التي توثق جرائمه.

رغم التقارير الحقوقية التي سبق أن وجهت أصابع الاتهام للنظام السوري باستخدام أسلحة كيمياوية في أكثر من مكان في سوريا، ظل المجتمع الدولي صامتا حتى الآن عن هذه الجرائم، وهو ما شجع نظام الرئيس السوري بشار الأسد على التمادي في عدوانه على المدنيين.

وكان مراسل الجزيرة قد أفاد بوقوع حالات اختناق في مدينة إدلب شمال سوريا جراء قصف قوات النظام لها بالغازات السامة، فيما ذكرت مصادر في المعارضة للجزيرة أن العقيد في جيش النظام السوري سهيل الحسن أرسل تهديدا، وصفته بالجاد، باستخدام غاز الكلور في قصف مدينة إدلب.

قصف ممنهج
حول هذا الموضوع قال الوزير في الحكومة السورية المؤقتة محمد ياسين النجار لحلقة الثلاثاء (31/3/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" إن منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية وثقت مئات الحالات التي وقع فيها استخدام غاز الكلور في قصف المدنيين بشكل ممنهج وثابت على مناطق عدة.

وأوضح أن الجرائم المرتكبة من قبل أي فصيل سوري لا يمكن مقارنتها بالجرائم التي ارتكبها النظام بحق الشعب، وطالب بأن تنتقل دول التحالف العربي بعد تنفيذ مهامها في اليمن إلى تنفيذ عاصفة الحزم في سوريا، كما طالب تركيا وباكستان والمجتمع الدولي بأن يقوموا بحماية الشعب السوري.

وأكد الوزير أن حكومته تحاول أن تحمي الشعب السوري بإمكاناتها البسيطة، وأن هناك حاجة لحماية الشعب من هذه الأسلحة الكيمياوية التي تستخدم في كل مرة يحقق فيها الثوار نصرا أو تقدما.

من ناحيته، أنكر عضو مجلس الشعب السوري شريف شحادة أن يكون السلاح الكيمياوي قد استخدم بواسطة "الجيش العربي السوري"، وطالب من يقولون ذلك بأن يقدموا دليلا واحدا يشير إلى أن الجيش السوري هو من استخدم هذه الأسلحة، وأكد في الوقت نفسه أنه يمتلك أكثر من مائة ألف دليل على أن المجموعات المسلحة هي التي تستخدم هذه الأسلحة.

وأشار شحادة إلى أن المجموعات المسلحة تستخدم "مدافع جهنم" لقصف الجيش السوري بالأسلحة الكيمياوية، وأكد أن القوى الدولية العظمى تعرف أن المجموعات المسلحة هي التي قامت باستخدام هذه الأسلحة وليس النظام السوري.

جريمة حرب
من جهته، قال ريتشارد ديكر مدير برنامج العدالة الدولية في منظمة هيومان رايتس ووتش إن استخدام الأسلحة الكيمياوية -من أي طرف كان- يعد جريمة حرب تقتضي محاسبة المسؤولين عنها، وأضاف أن لجنة تقصي الحقائق أوضحت أن الحكومة هي التي استخدمت الأسلحة الكيمياوية في الاعتداء على الغوطة الشرقية.

وأوضح أن البراميل المتفجرة التي يستخدمها النظام لا تقل خطرا عن الأسلحة الكيمياوية، وأكد أن هذه البراميل تسقط بواسطة الطائرات، وأن الحكومة وحدها هي التي تستطيع أن تنفذ ذلك.

واستنكر ديكر حديث شريف شحادة الذي أنكر فيه أن يكون هناك قصف للمدنيين في إدلب بغاز الكلور، وأكد أن شحادة لا يدرك الحقيقة أو أنه يدركها ولكنه يقوم بالتلاعب بها.