أبعاد القلق الأممي من انتهاكات المليشيات بالعراق
طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حكومة بغداد بأن تكون جميع المليشيات المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي تحت سيطرتها وأن تحاسب مرتكبي المخالفات بحق سكان المناطق المحررة من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
وعبر بان كي مون عن قلقه من عمليات إعدام خارج القانون وخطف وتدمير ممتلكات ترتكبها المليشيات الشيعية التي تشارك إلى جانب قوات الحكومة في استعادة السيطرة على المناطق السنية من تنظيم الدولة الإسلامية.
حلقة الاثنين (30/3/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" تناولت دواعي قلق الأمم المتحدة من أفعال القوات العراقية والمليشيات الموالية لها، وما هو المطلوب دوليا لحماية العراقيين السنة في المناطق التي تخضع لسيطرة القوات العراقية والمليشيات الشيعية.
مليشيات متطوعة
وبشأن تاريخ قيام هذه المليشيات قال رئيس لجنة المصالحة والمساءلة والعدالة في البرلمان العراقي هشام السهيل إن تاريخ المليشيات يعود إلى قدوم متطوعين بغرض الدفاع عن بغداد عقب تهديدها من قبل تنظيم الدولة، حيث نظمت هذه المليشيات بعد ذلك باسم مليشيات الحشد الشعبي.
وأقر المسؤول العراقي بحدوث بعض "الأعمال الإجرامية" من قبل أشخاص لا تعرفهم الحكومة العراقية التي ما زالت تقوم بالتحقيق في هذه الأعمال.
وأعلن السهيل عن استعداد حكومته لاستقبال وسائل الإعلام والمحققين الدوليين للتأكد بأنفسهم من عدم وجود تدمير لمنازل السنة أو حرق مزارعهم، وأوضح في الوقت نفسه أن أزمان الحروب تشهد دائما انتهاكات لها علاقة بالتجريف والقتل.
ناجح الميزان: البيوت والعقارات التي فجرت في منطقة "الدور" بلغت 620 بيتا وعقارا، وعدد المفقودين وصل حوالي 150 شخصا |
قتل ممنهج
أما ناجح الميزان، الأمين العام للمؤتمر التأسيسي لإقليم صلاح الدين، فقد اختلف مع السهيل في الرأي، وقال إن البيوت والعقارات التي فجرت في منطقة الدور بلغت 620 بيتا وعقارا، وإن عدد المفقودين وصل لحوالي 150 شخصا، كما اعتقل النساء في منطقة المعتصم.
وأضاف أن العديد من المواطنين قاموا بدفن سياراتهم الحديثة تحت الأرض خوفا عليها من الإحراق والمصادرة.
وأوضح الميزان أن عمليات التفجير والقتل تتم بصورة ممنهجة، إذ تدعي هذه المليشيات أن هذه الأموال تخصهم وسرقت منهم في زمن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وهم يقومون الآن باستردادها.
وردا على دعوة السهيل لزيارة العراق للوقوف على حقيقة الأوضاع، قال الميزان إن هذه الدعوة لا فائدة منها، لأن المليشيات المسلحة قامت بقتل سبعة أفراد من عشيرة السهيل نفسها في منطقة البوحشمة، حسب قوله.
من جهته، رأى المستشار بالمركز العراقي للدراسات الإستراتيجية نزار السامرائي أن الأمم المتحدة استيقظت أخيرا بعد غفوة طويلة، وتحررت من تكبيل حق النقض (الفيتو) الأميركي لها في مجلس الأمن، وأضح أن منظمات حقوقية ودولية أشارت إلى حدوث عمليات قتل على الهوية وحرق للأراضي وتجريف للمنازل.
وأشار السامرائي إلى أن من يتستر على هذه الجرائم لا يمكن الوثوق به ليقوم بالتحقيق في جرائم مثل مقتل 72 شخصا في منطقة "بروانه" بالمقدادية، وتساءل عن مغزى وجود الجنرال الإيراني قاسم سليماني بالعراق، وأوضح أن المليشيات التي ارتكبت هذه الجرائم تتمثل في فيلق بدر وعصائب أهل الحق وغيرها من المليشيات.