ما وراء الخبر

كيف أوصلت إيران اليمن والمنطقة لـ"عاصفة الحزم"؟

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” الاعتبارات التي حكمت المواقف الإقليمية والدولية من التطورات الأخيرة باليمن، خصوصا موقف إيران، والانعكاسات المحتملة لهذه المواقف على مسار ومآلات عملية عاصفة الحزم.

حظيت عملية عاصفة الحزم التي ينفذها التحالف العشري في اليمن بتأييد إقليمي ودولي واسع، بينما عارضت العملية بعض دول المنطقة، وعلى رأسها إيران والنظام السوري.

وبدوره، برر أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران محمد مرندي موقف إيران المعارض لعاصفة الحزم، وقال "إن السعوديين يقومون بمهاجمة المدن في منتصف الليل وينشرون الخوف بين الناس الآمنين باتباع أسلوب الصدمة الذي اتبعه الأميركيون إبان ضربهم لبغداد في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين".

وعزا سهولة سيطرة الحوثيين على العاصمة إلى كون حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي غير شرعية، على حد قوله، ولا تتمتع بمناصرة الشعب اليمني، رافضا مقارنة وضع اليمن بالوضع بسوريا، التي قال إن رئيسها ظل في دمشق إلى جانب شعبه وقاوم الجماعات "التكفيرية" بينما لم يبق هادي الذي يتمتع بدعم "الوهابيين" في عاصمته ليوم واحد، وفق رأيه.

ووصف مرندي، في حلقة الخميس 26/3/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" ما يحدث في اليمن، بأنه معركة بين السعوديين والحوثيين، وقال إن محاولة الرياض فرض سياسة الأمر الواقع على الشعب اليمني تكرار لنفس الخطأ الذي أدى إلى تدمير ليبيا وسوريا، وتساءل عن "مكان وجود الطائرات السعودية حينما قام الإسرائيليون بقصف غزة".

واتهم الدول المشاركة بالتحالف العشري بدعم "الجهاديين" و"التكفيريين" و"المتطرفين" الذين قال إنهم يمثلون الأيديولوجية المتطرفة التي جعلت العديد من الدول حول العالم تعاني من الهجمات "الإرهابية".

تناقض مواقف
من جهته، تحدث الأكاديمي والكاتب السياسي خالد محمد باطرفي عن التناقض بالمواقف الذي تمارسه إيران، مشيرا إلى حديث طهران عن عدم شرعية ضرب الحوثيين والدفاع عن حكم شرعي في اليمن، بينما ترسل قواتها العسكرية وتتعاون مع أميركا وإسرائيل في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، وفي الوقت نفسه قال إن فيلق القدس يحارب في كل مكان ويضرب العرب ويثير الفتنة في كل مكان، ولكنه لا يطلق رصاصة واحدة ضد إسرائيل.

وعبر باطرفي عن أمله بأن يعود الحوثيون وأنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح إلى طاولة المفاوضات حتى يتم تجنيب الشعب اليمني ويلات الحرب، منوها إلى أن عدد الدول المشاركة بالتحالف مرشح لأن يرتفع إلى أكثر من عشر.

أما الكاتب والباحث السياسي اليمني محمد جميح، فقال إن التدخل العسكري لم يكن مرغوبا به داخليا أو خارجيا، وحمل الحوثيين الذين أغلقوا كل أبواب الحوار السياسية المسؤولية، خصوصا أن موازين القوى العسكرية تميل إلى صالح الحوثيين وقوات الرئيس السابق.

وأضاف جميح أن الحركة الحوثية تدرك أن الإيرانيين هم الذين أدخلوها في هذه الورطة، وناشد الرئيس صالح أن يصدر أوامره الصريحة إلى قادة القوات الموالية له بالتوقف عن القتال حتى يفسحوا المجال أمام الجميع ليعودوا إلى مائدة الحوار.