ما وراء الخبر

دلالات استخدام القنابل العنقودية بليبيا

تساءلت حلقة (15/3/2015) من برنامج “ما وراء الخبر” عن مدى صحة ما أوردته منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها عن استخدام القنابل العنقودية في ليبيا في الشهرين الماضيين.

أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أنها عثرت على بقايا للقنابل العنقودية استخدمت في بن جواد وسرت بوسط ليبيا في فبراير/شباط الماضي وفي مارس/آذار الجاري، وهي المواقع التي تعرضت لقصف من الطيران التابع للجنرال خليفة حفتر في نفس الفترة.

وذكرت ووتش أنها في 11 مارس/آذار الحالي تحدثت هاتفيا مع العميد ركن صقر الجروشي، قائد القوات الجوية الليبية التابعة لحكومة طبرق، فاعترف بأن قواته شنت غارات جوية في فبراير/شباط ومارس/آذار على بن جواد وسرت، لكنه أنكر استخدام القوات العاملة تحت قيادته للقنابل العنقودية في أي من مواقع الغارات المعلنة.

حلقة (15/3/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" بحثت في دلالات ما كشفته المنظمة الحقوقية في ضوء ما تشهده ليبيا من توتر أمني، وانعكاسات التطورات على الأرض على الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة.  

الكاتب الصحفي محمد أنور استبعد امتلاك قوات حفتر للقنابل العنقودية، وقال إن تقرير هيومن رايتس ووتش لم يشر إلى اتهام أي جهة بعينها في هذا الشأن، لكنه شكك في مصداقية التقرير، كونه اعتمد على مصادر من فيسبوك.

ورغم نفيه، قال أنور إن ما أسماها قوات الجيش الوطني مستعدة لأي تحقيق. مع العلم بأن حفتر أدى اليمين الدستورية قائدا عاما للجيش بعد أن منحه البرلمان الليبي المنحل في طبرق رتبة إضافية ورقاه إلى فريق أول. 

من جهته، دافع الكاتب والباحث السياسي جمال عبد المطلب عن المنظمة الحقوقية، وقال إن لها مصداقية ومعترف بها دوليا، ولم يستبعد استخدام القنابل العنقودية من قبل قوات حفتر، واعتبر أن هذا الأخير له سوابق في مسألة الانتهاكات.

يشار إلى أن 113 دولة وقعت على اتفاقية تحظر إنتاج واستخدام القنابل العنقودية عام 2008، فيما بقيت القنابل العنقودية تستخدم فقط في ليبيا وسوريا وتايلند، بعد أن أصبحت الاتفاقية جزءا ملزما من القانون الدولي عام 2010.

قذاف الدم
وبشأن إشادة أحمد قذاف الدم منسق العلاقات الليبية المصرية سابقا وابن عم العقيد الليبي الراحل  معمر القذافي، مع تنظيم الدولة الإسلامية قال عبد المطلب إن هذا الرجل هو أحد أذرع النظام السابق، وهو لا يستطيع الخروج عن طوع المخابرات المصرية.

وأضاف أن قذاف الدم كان قد تقوقع وانكمش بعد الثورتين الليبية والمصرية، لكنه "خرج من قمقمه بعد انتكاس الثورة المصرية".

وشدد على أن الشباب الليبي يمتاز بالوعي ويكره التطرف، لكنه أشار إلى أن ليبيا لها مساحة واسعة جدا وهي خارجة من ثورة ومعاناة، ولا توجد بها لا مؤسسات ولا أمن، في إشارة منه إلى إمكانية وجود عناصر من تنظيم الدولة داخل الأراضي الليبية.  

وأكد قذاف الدم في لقاء مع الإعلامي وائل الإبراشي في قناة "دريم 2" المصرية أن الشباب المنضمين إلى تنظيم الدولة الإسلامية لم يجدوا بديلا عنه يحطم الحدود بين الدول العربية، حسب قوله.

أما أنور فقال إن قذاف الدم -الذي يقيم حاليا بمصر- لم يقل حرفيا إنه يؤيد تنظيم الدولة، وذلك في المقابلة التي أجرتها معه إحدى القنوات المصرية في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي.

وتساءل عن سبب "إنكار" الطرف الآخر في السابق لتنظيم الدولة وإقراره بوجوده الآن، واعتبر أن قوات الجيش تحارب "الإرهاب"، وأشار إلى أن حفتر نفسه قد حذر منذ أكثر من سنة من وجوده وقال "إننا نحارب الإرهاب نيابة عن العالم".

وتعاني ليبيا أزمة سياسية، مما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته، الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق، أما الجناح الثاني للسلطة فيضم المؤتمر الوطني العام، وهو البرلمان السابق.