ما وراء الخبر

ماذا بعد سيطرة القبائل اليمنية على مأرب؟

استعرض برنامج “ما وراء الخبر” دلالات سيطرة القبائل على محافظة مأرب النفطية، ومدى قدرة الحوثيين على اختراق المحافظات الشرقية لليمن.

انتشر مسلحون قبليون قرب سد مأرب التاريخي شرق اليمن، وقال مصدر قبلي للجزيرة إن قبائل بني ظَبْيَان نشرت قوات حماية قبلية قرب السد الواقع على الطريق الرابط بين مأرب ومنطقة جُحَانَه.

وبذلك تكون القبائل قد استكملت فرض سيطرتها الكاملة على المداخل والمنافذ المؤدية إلى مدينة مأرب الغنية بالنفط.

حلقة الاثنين (2/2/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" استعرضت دلالات سيطرة القبائل على محافظة مأرب النفطية، ومدى قدرة الحوثيين على اختراق المحافظات الشرقية لليمن.

أهمية تاريخية
ولتوضيح أهمية مأرب الإستراتيجية والتاريخية، قال الباحث في التاريخ اليمني محمد محمد صلاح إن تاريخها يعود إلى أكثر من أربعة آلاف عام، وكانت تعد مركزا للدولة اليمنية الأولى، ومركزا للتجارة الدولية لقرون عديدة، ولكن هذه الأهمية تناقصت بعد تبدل طرق التجارة وتحولها إلى الوسائل البحرية.

ونفى صلاح أن تكون حالات الاختطاف التي تحدث للسياح تمثل ثقافة سائدة لدى سكان مأرب، وأوضح أنهم يتمتعون بثقافة التحالفات المتعددة لتحقيق التوازنات، ويحمون أنفسهم بأنفسهم.

من ناحيته، أرجع الباحث السياسي أحمد عبد الله الشريف صمود أهل مأرب في وجه الحوثيين إلى كونهم مجتمعا قبليا مثقفا يدرك كواليس السياسة، إضافة إلى أن إصرار الحوثيين على قلب النظام جعل أهل مأرب يدركون خطر هذه الجماعة التي تتعامل بالعنف وتسفك الدماء، بحسب رأيه.

وأضاف الشريف أن قبائل مأرب استطاعت الحفاظ على وحدتها بفضل أنواع السلاح الجيد والمتطور الذي تتسلح به ومكّنها من الدفاع عن المنطقة.

واتهم الباحث السياسي جماعة الحوثيين بمحاولة حشد التأييد الدولي ضد المدن التي تستهدفها بزعم وجود تنظيم القاعدة فيها، ويقتحمون بذلك هذه المدن ويزيلون وجود الدولة فيها.

أما الناشط السياسي حسين البخيتي فقال من جهته إن جماعة الحوثي لم تعجز عن السيطرة على مأرب لأن المعركة حولها لم تبدأ بعد، وأكد أن المدينة لا توجد بها دولة، واتهم القبائل الموجودة في مأرب بأنها مدعومة من قبل التجمع الوطني للإصلاح ومن النظام السعودي.

فرص الحل
وحول فرص الحل رأى البخيتي أن المشكلة لا تتمثل في الحوثيين الذين وصفهم بالساعين وراء حل المشكلة، وتحقيق الاستقرار في البلاد حتى تدخل الاستثمارات الأجنبية، وأكد أن تنظيم القاعدة هو أساس المشكلة.

ودعا البخيتي أبناء المناطق إلى تطهير مدنهم من وجود تنظيم القاعدة، وأكد أن المنطق يحتم على اليمنيين قتال القاعدة وإخراجها من ديارهم، عوضا عن أميركا التي تأتي من وراء البحار لتقوم بهذا الدور، بحسب رأيه.

وفي بالمقابل أكد الشريف أن الحوثيين لا يستطيعون المواجهة لأنهم انحشروا في الزاوية وهبّ الشعب اليمني لمواجهتهم، وأشار إلى أن القبائل في مأرب جاهزة لمواجهة الحوثيين الذين تأكد للعيان أن أهدافهم وتوجهاتهم تسير ضد تطلعات الشعب اليمني.