ما وراء الخبر

محاولات استقطاب الأكراد في ظل تجاذبات المنطقة

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” المسارات المحتملة لمحاولات استقطاب الأكراد في ظل التجاذبات التي تشهدها المنطقة حاليا.
وصف الكاتب والباحث السياسي الكردي كفاح محمود العلاقات بين إقليم كردستان العراق وتركيا بأنها علاقات وطيدة في بعدها ومداها.

وأضاف في حلقة الجمعة (11/12/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" والتي ناقشت المسارات المحتملة لمحاولات استقطاب الأكراد في ظل التجاذبات التي تشهدها المنطقة حاليا، أن ما قوّى الاصطفاف بين كردستان وتركيا هو تنظيم الدولة الإسلامية، العدو المشترك الذي كان بوسعه الاقتراب من الحدود التركية لولا وجود إقليم كردستان.

وقال محمود إن وجود قوات تركية في كردستان قرب الموصل يوضح مدى التنسيق التركي الكردي، مشيرا إلى أن الأتراك لاعب أساسي ويبحثون عن دور أساسي في تحرير الموصل من تنظيم الدولة. وأضاف أن إقليم كردستان يحتفظ كذلك بعلاقات متوازنة عمليا مع إيران وتركيا ودول الخليج.

وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني أنهى مساء الخميس زيارة إلى تركيا، هي الأولى التي استقبل خلالها برفع علم الإقليم.

وحول هذه الزيارة وما ذُكر أن البارزاني بحث خلالها إجراء مصالحة بين حزب العمال الكردستاني التركي وأنقرة، قال كفاح محمود إن "هذا الكلام دقيق، وهذا الدور ليس بجديد للبارزاني فهو يبذل جهودا مستمرة من أجل إتمام هذه المصالحة"، مشيرا إلى أن البارزاني اجتمع خلال الزيارة بقادة من حزب العمال الكردستاني ودعاهم إلى استخدام الحوار بدل العنف لنيل حقوقهم.

أخطاء تاريخية
من جهته أعرب مدير المعهد العراقي للتنمية والديمقراطية في لندن غسان العطية عن خشيته من أن يكون ما يجري اليوم من محاولات لاستقطاب الأكراد تكرارا لأخطاء تاريخية، حيث كانت القيادات الكردية ورقة بيد الآخرين لتحقيق مصالح لا ترتبط بالشعب الكردي.

 

وقال إن الانقسامات بين الأكراد يدفع ثمنها العراق ككل والأكراد أنفسهم بشكل خاص، وتساءل: هل نحن أمام تكرار لمشهد استخدام الأكراد في سوريا؟ وأضاف أن على أكراد العراق تحديد خياراتهم، معتبرا أن أكراد سوريا إذا خسروا فإن جميع الأكراد سيخسرون.

وتابع العطية أن الحديث عن موقف كردي موحد في كردستان العراق إزاء محاولات الاستقطاب بعيد تماما عن الدقة، "وهناك ألغام قابلة للتفجير، وعليهم حسم أمرهم وتوحيد صفهم خدمة للشعب الكردي وللمنطقة، وأن يحولوا دون تحولهم إلى ورقة لاستغلال الانقسامات الحاصلة بينهم".

بدوره قال الكاتب الصحفي عبد الوهاب بدرخان إن المنطقة تشهد حاليا لعبة إقليمية دولية، وإن هناك انقساما حول سوريا بين إيران وروسيا والولايات المتحدة وتركيا والسعودية.

وأضاف "هناك لعبة دولية وتجاذب سيقع ضحيته الأكراد الذين تعتمد عليهم الولايات المتحدة لمقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا". 

وتابع أن حزب الاتحاد الديمقراطي في إقليم كردستان يلعب لعبة لإقامة كيان كردي مستقل، ولا مانع في ذلك، لكنه لن يستطيع تحقيق هدف وحلم الأكراد.

وعن سعي روسيا لاستخدام الملف الكردي لزعزعة استقرار تركيا كرد فعل لإسقاط طائرتها المقاتلة، قال بدرخان إن موقف روسيا موقف انتهازي فقط لاستغلال الأكراد في ما تقوم به في سوريا، وهذا الدور ليس في مصلحة حل حقيقي وسياسي في سوريا.

واعتبر أن أخطر ما في لعبة استقطاب الأكراد أنهم سينقسمون بين المصالح التي تصورها لهم إيران وتركيا، وهذا سيؤذي البحث عن حلول وسلام مستدام سواء في العراق أو في سوريا.