ما وراء الخبر

الهجوم على الصحيفة الفرنسية.. الدوافع والعواقب

استعرضت حلقة الأربعاء 7/1/2015 من برنامج “ما وراء الخبر” الجهات المشتبه بتنفيذها الهجوم على مقر صحيفة شارلي إيبدو بباريس، والتداعيات المحتملة لهذه العملية على سياسات فرنسا الداخلية الخارجية.

قتل 12 شخصا وأصيب آخرون في هجوم مسلح على مقر صحيفة شارلي إيبدو في باريس، ولم تحدد هوية المهاجمين بعد، لكن السلطات الفرنسية وصفت العملية بأنها إرهابية.

الصحفي المختص في الإرهاب الدولي ألبير فرحات، أوضح لحلقة الأربعاء 7/1/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" أن الموضوع له تشعبات عديدة تعود إلى قيام الصحيفة بنشر رسومات تسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، وقال إن توقيت العملية كان مفاجئا لفرنسا.

وطرح فرحات العديد من المعطيات حول تضارب أقوال الشهود وأقوال المسؤولين الفرنسيين الذين لم يتمكنوا من تحديد عدد من نفذوا العملية، واستبعد أن يكون المهاجمون تابعين لجماعات يمنية متطرفة.

وأوضح أن اللغة التي هتف بها المهاجمون توضح بجلاء أنهم ليسوا عربا، ولكنهم فرنسيون يتحدثون اللغة العربية.

ورأى أن دور فرنسا في العمليات العسكرية في أفريقيا والشرق الأوسط يجعل من السهل الربط بين هذه العملية وهذه التدخلات، وأوضح أن الخاسر الأول من هذه العملية هي الجالية الجزائرية والحركات المغاربية لتورط العديد منها في عمليات سابقة من هذا النوع.

عملية انتقامية
أما الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية محمد محمود أبو المعالي، فرأى أن العملية انتقامية من الصحيفة التي نشرت رسومات مسيئة للإسلام والمعتقدات الدينية بشكل متكرر.

ورجح أن يكون المهاجمون ينتمون إلى الفكر الجهادي الذي يرى أن السلمية مضيعة للوقت، وعبر عن اعتقاده أن المنفذين يمكن أن يكونوا قد تعرضوا لاعتداء شخصي من جانب الصحيفة، إضافة إلى وجود بعض المؤشرات التي تدل على ارتجالية وعدم احترافية صاحبت تنفيذ العملية تكشف أن المنفذين لم يكونوا محترفين.

تأثير سلبي
من جانبه، أوضح رئيس المعهد الفرنسي للتحليل الإستراتيجي فرانسوا جيريه أن مثل هذه الهجمات تهدف إلى إحداث صدمة للمجتمع الفرنسي، وإلى التأثير السلبي على الجالية المسلمة.

وقال جيريه إن كافة الأحزاب السياسية والمنظمات الفرنسية ترفض مثل هذه الأفعال العنيفة التي لا تقرها جميع الأديان، وإن هذه فرصة للشعب الفرنسي أن يتوحد ضد العنف.

وأكد أن الحكومة الفرنسية ليست غبية حتى تستجيب لمثل هذا "الاستفزاز" وتقوم بممارسة أي إجراءات ضد الجالية المسلمة بفرنسا، وستتجنب بذلك الوقوع في الفخ الذي أعده هؤلاء المهاجمون.