ما وراء الخبر

الوجود العسكري الفرنسي بأفريقيا.. الأهداف والاحتمالات

تساءلت الحلقة عن المعاني التي يعكسها وجود قاعدة عسكرية فرنسية على مرمى حجر من ليبيا، وهل هناك أهداف أخرى غير معلنة من الوجود الفرنسي العسكري في المنطقة؟

تفقد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان قاعدة "ماداما" الفرنسية العسكرية في أقصى شمال النيجر قرب حدود ليبيا، والمقرر افتتاحها الربيع القادم، بهدف مواجهة الجماعات المتشددة في شمال أفريقيا كما تقول باريس.

حلقة الجمعة (2/1/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت هذا الخبر وتساءلت عن المعاني التي يعكسها وجود قاعدة عسكرية غربية على مرمى حجر من ليبيا، وهل هناك أهداف أخرى غير معلنة من الوجود الفرنسي العسكري في المنطقة؟

وتقع قاعدة ماداما على بعد 100 كلم من حدود ليبيا الجنوبية وقرب طريق رئيسي للتهريب إلى النيجر ومالي.

وتضم الحركات الجهادية النشطة في المنطقة كلا من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وحركتي التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، وأنصار الدين المنبثقتين عنه.

قربُ هذه القاعدة من ليبيا وأطماع فرنسا القديمة في المنطقة يثيران العديد من التساؤلات من الغرض منها.

إستراتيجي واقتصادي
حول هذا الموضوع يقول الباحث في معهد العلاقات الدولية عبد القادر عبد الرحيم إن التحليلات التي تربط بين هذه القاعدة وأهداف تدخل فرنسا في ليبيا غير منطقية، لأن باريس لا يمكنها التحرك بمفردها عسكريا في ليبيا.

ولم يستبعد عبد الرحيم وجود أهداف اقتصادية لهذا التحرك الفرنسي، مؤكدا أن كافة الدول تود حماية مصالحها والحفاظ عليها عبر الوسائل والطرق المشروعة، وأشار إلى أن 75% من الطاقة المستهلكة في فرنسا نووية، لذلك فإن اليورانيوم الموجود في النيجر يمثل أهمية حيوية للاقتصاد الفرنسي.

كما لفت إلى وجود بعد إستراتيجي يتمثل في ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في الشرق الأوسط الذي قال إنه جاء نتيجة التدخل الغربي في المنطقة.

أما الباحث في الشأن الليبي صلاح الشلوي فأكد أن فرنسا لها وجود قديم في القارة الأفريقية، ووجودها اليوم هو بمثابة توجه للعودة إلى القارة مدفوعة بتأجيج الروح القومية اليمينية.

لكن الشلوي حذر من أن الشعبين الليبي والجزائري سيواجهان أي أطماع استعمارية فرنسية في المنطقة، مؤكدا أن الشعوب أصبحت مدركة وواعية لهذه التهديدات والمخططات.

من جهته، يرى الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية محمد محمود أبو المعالي أن فرنسا منذ عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي تحاول إعادة الهيمنة على المنطقة.

وأضاف أن باريس تضع نصب أعينها ليبيا وخاصة الجنوب الليبي لما يشكله من مصادر تهديد على مصالح فرنسا في شمال النيجر ومناجم اليورانيوم والمصالح التقليدية لها هناك.

ويؤكد أبو المعالي أن الهدف الفرنسي هو محاولة بسط سيطرة عسكرية واقصاء أي شراكة دولية في المنطقة، ومواجهة أي تهديد محتمل لمصالحها.