ما وراء الخبر

هل تتغير السياسات الغربية بعد هجمات فرنسا؟

ناقشت حلقة السبت 10/1/2015 من برنامج “ما وراء الخبر” الدوافع المحتملة وراء الهجمات الأخيرة في فرنسا، ومدى استعداد الدول الغربية لإحداث تغييرات سياسية تحول دون مضاعفة ما توصف بـ”بؤر الإرهاب”.

بارك تنظيم القاعدة في اليمن الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية، وتوعد باريس بما سماه حرمانها من الأمن إذا لم تتوقف عن محاربة المسلمين. يأتي هذا عشية انعقاد اجتماع دولي في العاصمة الفرنسية حول مكافحة "الإرهاب والتطرف".

ودفاعا عما وصف بقيم الديمقراطية والحرية والتسامح، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس حكومته الفرنسيين إلى المشاركة يوم الأحد 11 يناير/كانون الثاني 2015 في مسيرة وطنية ضد "الإرهاب"، وقد لبى الدعوة أيضا زعماء أوروبيون ومسؤولون من دول عربية وإسلامية.

وبالتزامن مع هذه المسيرة، تستضيف باريس اجتماعا دوليا حول سبل مكافحة "الإرهاب والتطرف"، بعد أن بارك تنظيم القاعدة في اليمن الهجوم على شارلي إيبدو وتوعد فرنسا بحرمانها من الأمن إذا لم تتوقف عن محاربة المسلمين.

وقد أعرب مراقبون أوروبيون عن تخوفهم من أن تؤدي هذه الأزمة إلى الانزلاق في صراع بين الغرب والإسلام.

لماذا يكرهوننا؟
مدير معهد الفكر السياسي الإسلامي عزام التميمي قال إن بيان تنظيم القاعدة في اليمن يعتبر مباركة للعملية أكثر من كونه تبنيا للتنفيذ، والملاحظ أن شريف كواشي (أحد منفذي هجوم شارلي إيبدو) أمضى وقتا من حياته في اليمن.

وأوضح التميمي أن الشباب الذين نفذوا العملية تضاربت أقوالهم، مما يزيد احتمالات أنهم نسبوا الانتماء للقاعدة وغيرها لأنفسهم.

وحول قوة الرسالة الكامنة وراء العملية، قال التميمي إن صناع القرار السياسي يحاولون الهروب من فهم ما جرى، ويلقون باللوم على "الإرهاب"، لأنهم يشعرون بالعجز والفشل ولا يستطيعون الإجابة عن السؤال: "لماذا يكرهوننا؟".

وعبّر التميمي عن أسفه لقيام الثورات المضادة التي تمّ تمويلها من قبل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية عقب ثورات الربيع العربي، لأنها تسعى إلى إعادة الأنظمة الفاسدة التي كانت تخدم أهداف الغرب بأرخص الأثمان.

جاكوب كوهين: الجالية المسلمة ظلت تتعرض للاضطهاد والتمييز منذ ثلاثين عاما، وهي تدرك أن اللوبي الصهيوني اليهودي يسيطر على الإعلام في فرنسا

اللوبي الصهيوني
الكاتب والمفكر الفرنسي جاكوب كوهين قال إن الجالية المسلمة ظلت تتعرض للاضطهاد والتمييز منذ ثلاثين عاما، وهي تدرك أن اللوبي الصهيوني اليهودي يسيطر على الإعلام في فرنسا.

وأضاف أن بعض المؤشرات ظهرت على أن بعض الأقلية المسلمة تتجه إلى العنف لعجزها عن الحصول على حقوقها بشكل سلمي، وبرز ذلك بشكل واضح بعد أحداث الحرب على العراق والتدخلات في أفريقيا.

وأرجع الكاتب والمفكر الفرنسي الهجمات على باريس إلى حقيقة أن فرنسا تعتبر حليفة لإسرائيل، إضافة إلى سيطرة اللوبي الصهيوني اليهودي على مقاليد الأمور في فرنسا.

وأكد أن هذا اللوبي لا يريد أن يعطى المسلمون حقوقهم، ولا يمكن أن تتغير السياسات الفرنسية إلا في حال اندلاع موجات رفض عارمة في كل أنحاء البلاد.

واستنكر كوهين النداء الذي أطلقه الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك حينما قال "من مسَّ يهوديا فقد مس الجمهورية الفرنسية"، لأنه يستثني المسلمين وغيرهم.