ما وراء الخبر

دلالات مطالبة النصرة بانسحاب حزب الله من سوريا

ناقشت حلقة الجمعة (5/9/2014) من برنامج “ما وراء الخبر” تأثير نشر جبهة النصرة بالقلمون السورية تسجيلا مصورا يُظهر 18 عنصرا أمنيا لبنانيا أسرتهم خلال المعارك التي شهدتها بلدة عرسال.

نشرت جبهة النصرة في منطقة القلمون السورية المحاذية للبنان تسجيلا مصورا يظهر فيه 18 عنصرا من الجيش اللبناني وأفراد الشرطة أسرتهم خلال المعارك التي شهدتها بلدة عرسال شرقي لبنان مطلع الشهر الماضي.

وقال الجنود في التسجيل المصور إن عدم توقف حزب الله اللبناني عن القتال في سوريا وانسحابه منها سيجعلهم يدفعون ثمن ذلك. وأضاف الجنود أن استمرار الحزب في انتهاج السياسة التي يعتمدها في سوريا ولبنان سيحمله مسؤولية إراقة دمائهم، وفق الشريط الذي لم يتسن للجزيرة التأكد من مصداقيته من مصدر مستقل.

حلقة الجمعة (5/9/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت مدى الإحراج الذي يمكن أن يشكله التسجيل لحزب الله داخل لبنان، والسبل المتاحة لتحرير الجنود.

وزير العمل اللبناني سجعان قزي شدد على عدم تفاوض الحكومة مع جبهة النصرة، وقال إن الدولة اللبنانية لا تتفاوض إلا مع دول أو هيئات دولية، وإن الحكومة تواصلت مع دول صديقة وشقيقة من أجل التدخل لإعادة الجنود.

وأضاف الوزير اللبناني "أنه لا مقايضة ولا مبادلة ولا خضوع لشروط جبهة النصرة، ولبنان ليس في موقف ضعيف".

وعن ربط النصرة قضية خطف الجنود بتدخل حزب الله في سوريا، أكد الوزير أن الحكومة ضد تدخل الحزب في الأزمة السورية قبل معركة عرسال، وأن جبهة النصرة تقوم بعملية ابتزاز كونها تعلم أن المخطوفين جنود ليس لهم علاقة بالحزب، بالإضافة إلى أن عرسال ليست خاضعة لسيطرة الحزب بأي صورة.

تغيير الصورة
من جانبه قال الكاتب الصحفي قاسم قصير إن جبهة النصرة "تحاول تغيير الصورة العدائية التي تشكلت في البيئة اللبنانية ضدها بعد احتلال عرسال، وأصبحت هناك حالة لبنانية رافضة لهذه الجماعات". وأضاف "صدقت رؤية حزب الله بأن سيطرة هذه الجماعات على أماكن في سوريا سيشكل خطرا على لبنان".

وعن رد فعل الحزب تجاه محتوى الشريط الذي بثته جبهة النصرة، قال قصير -المقرب من حزب الله- إن الموضوع ليس في يد الحزب وتتولاه الحكومة، مؤكدا أن "المشكلة حاليا ليست مع حزب الله وإنما مع السيادة اللبنانية".

وزعم الكاتب الصحفي أن ذهاب حزب الله إلى سوريا جنّب لبنان معركة كبرى، وأنه لو لم يشارك في الحرب داخل سوريا لكان وضع لبنان أسوأ بكثير.

ارتدادات المشاركة
وبالمقابل قال عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار إلياس الزغبي إن قضية اختطاف الجنود تمثل أحد ارتدادات مشاركة حزب الله في الداخل السوري، مؤكدا أن الحزب والنظام السوري يسعيان للاستفادة من الجيش اللبناني وضمه إلى محور ما يسمى بالممانعة الذي تقوده إيران.

وردا على كلام قصير، أكد الزغبي أن ذهاب حزب الله إلى سوريا لم يمنع الجماعات المسلحة من الدخول إلى لبنان، بل ذلك ما جذبهم للدخول.

وأوضح أن حزب الله وقوى 8 آذار تريد استغلال تفاوض الحكومة من أجل إطلاق سراح الجنود لتعيب عليها في المستقبل توظيف هذا التفاوض سياسيا.