ما وراء الخبر

"المستضعفون" لدى النظام الإيراني.. الشعار والواقع

ناقشت الحلقة ما إذا كان ثمة تناقض بين الشعارات التي يرفعها النظام الإيراني حول المستضعفين وما يمارسه على أرض الواقع، والمنحى الذي تتخذه السياسة الخارجية الإيرانية في ضوء المجريات الراهنة.

قال قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري إن من مهام الحرس دعم الحركات الإسلامية والمستضعفين في أنحاء العالم كافة فكرا وتدريبا، مشككا في جدية الولايات المتحدة في مسعاها للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.

وناقش برنامج "ما وراء الخبر" في حلقة 16/9/2014 ما إذا كان ثمة تناقض بين ما يرفعه النظام الإيراني من شعارات وما يمارسه على أرض الواقع، والمنحى الذي تتخذه السياسة الخارجية الإيرانية في ضوء المجريات الراهنة.

رأت الباحثة في الشأن الإيراني بمركز الجزيرة للدراسات فاطمة الصمادي أن تصريحات جعفري تحمل رسائل عديدة في مقدمتها "أنني موجودة ولن أسمح بتجاهلي"، في إشارة إلى الحرب ضد تنظيم الدولة التي قد تشمل ضربات على الأراضي السورية.

ولفتت الصمادي إلى أن إيران تريد الحصول على مؤشرات انفراج في الملف النووي وتخفيف ملموس للعقوبات، مما يفسر تصريحات قائد الحرس الثوري المرتبط مباشرة بمرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي.

وحول هامش الثقة عربيا في الشعارات الإيرانية، قالت إن طهران قدمت سابقا دعما "مشكورة عليه"، لكن بعد ما جرى في سوريا والعراق من خراب، ووقوف النظام الإيراني بقوة مع نظام بشار الأسد، لم يعد ممكنا الزعم بأن هناك هامش ثقة من شعارات إيرانية حول المستضعفين، كما أشارت.

توزيع أدوار
من جانبه قال رئيس البرلمان العربي سابقا علي الدقباسي إن النظام الإيراني يصدر تصريحات متناقضة في ما تسمى لعبة توزيع الأدوار، فمن الممكن أن يقول رئيس البرلمان شيئا يناقضه بعد ساعتين رئيس مصلحة تشخيص النظام.

وردد غير مرة أن العرب "ليسوا ساذجين" حتى تنطلي عليهم تدخلات إيران "السافرة" وتمويل المليشيات في  الدول العربية، مقدرا ما لدى طهران من مصالح إستراتيجية، على أن لا يعني ذلك التدخل في شؤون الآخرين، حسب قوله.

وخلص الدقباسي إلى أن في العالم مستضعفين، فلماذا يتجه المال الإيراني إلى جهات بعينها إذا كانت فكرة الاستضعاف نظريا لا تفرق بين إنسان وآخر؟

ويرد الباحث والمختص في الشؤون الإستراتيجية حسين ريوران بأن "الله لا يكلف نفسا إلا وسعها"، وأن إيران لا يمكنها أن تدعم جميع المستضعفين.

من جانب آخر نفى أن يكون بين إيران وأميركا أي تنسيق حول ملفات أمنية في المنطقة مثل تنظيم الدولة، قائلا إن واشنطن طلبت إيجاد غرفة عمليات مشتركة مع طهران ولكن الطلب "رفضناه"، خاتما بأن لا تنسيق قبل حل الملف النووي.

ولفت ريوران إلى أن إيران دعمت الشعوب المستضعفة في لبنان وفلسطين وأفغانستان، أما في الشأن السوري فقال إن طهران دعمت مطالب السوريين ونسقت مع المعارضة السورية غير المسلحة ودعتها إلى طهران، وإن من نتائج هذه الجهود كان التعديلات التي أجريت على الدستور في سوريا، على حد قوله.