ما وراء الخبر

قصف ليبيا بالطائرات.. من الفاعل؟

ما أسباب حالة الغموض التي تلف الغارات التي ضربت العاصمة الليبية فجر الاثنين 18/8/2014؟ ومن الجهة التي تقف وراءها؟ وما دلالات توسيع الصراع المسلح في طرابلس ليشمل الطيران الحربي؟

أغارت فجر الاثنين طائرات حربية على مواقع قوات "فجر ليبيا" في طرابلس، وبينما تبنت الغارات القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر قالت رئاسة الأركان الليبية في بيان لها إن الطائرات المغيرة أجنبية وليست محلية.

وناقش برنامج "ما وراء الخبر" في حلقة 18/8/2014 أسباب حالة الغموض التي تلف هذه الغارات، والجهة التي تقف وراءها، ودلالات توسيع الصراع المسلح بطرابلس لتشمل الطيران الحربي.

لم يستطع أحد من ضيوف الحلقة إثبات هوية الجهة التي قصفت طرابلس، وإنما تقديم ترجيحات استنادا إلى المعطيات السياسية والميدانية.

قنابل ذكية
الكاتب والباحث السياسي عصام الزبير قال إن القنابل التي ألقيت كانت من النوع الذكي، بينما كانت الطائرات على ارتفاع ما بين سبعة وثمانية كيلومترات، وهذه ليست موجودة في بلاده، والسلاح الجوي الليبي ليست به طائرات قادرة على تنفيذ غارات ليلية.

ولأن الحديث الرائج في ليبيا يزج باسم دول عديدة مجاورة قد تكون مصدر انطلاق الطائرات، قال الزبير إن كشف الجهة التي أغارت من خلال الأقمار الاصطناعية والرادارات ليس أمرا صعبا، مضيفا أن رئاسة الأركان طالبت الحكومة بالاستيضاح من الدول المجاورة التي يعتقد أن هذه الطائرات مرت بأجوائها.

من جانبه، رجح الكاتب والباحث الليبي كامل المرعاش أن يكون حلف شمال الأطلسي (ناتو) هو من نفذ الغارة، معتبرا أن هذه تحمل رسالة "لأمراء الحرب كي يوقفوا هذه الحرب الحمقاء"، مضيفا أن الضربات التي استهدفت اليوم طرفا بعينه ستستهدف غدا الطرف المقابل.

"مطلب كل الليبيين"
ورأى المرعاش أن الغارة ترجمة لطلب البرلمان، وهي خطوة بالاتجاه الصحيح، بل هي مطلب "كل الليبيين الذين ضاقوا ذرعا بالمليشيات".

ورفض الزبير تعميم المرعاش على الشعب الليبي كله، وقال إن مظاهرات كبيرة انطلقت رافضة أي تدخل أجنبي.

من ناحيته، قال المتحدث باسم قوات درع ليبيا الوسطى أحمد هدية إن الـ48 ساعة المقبلة ستحمل رؤية واضحة عن المكان الذي خرجت منه الطائرات المغيرة.

لكنه قدم رأيا مغايرا لما سبق، إذ أبدى اعتقاده بأن مليشيات القعقاع والصواعق مثلت دور "المرتزقة" واستأجرت طائرات حربية من دولة ما وقصفت بها الليبيين، على حد قوله.

وأضاف هدية أن المستفيد من الغارات هو "مليشيات القعقاع والصواعق" التي يسميها مليشيات الفوضى.