ما وراء الخبر

هل تقوى إسرائيل على توسيع عدوانها؟

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسقوط آلاف الشهداء والجرحى، تطرح تساؤلات حول مدى قدرة الاحتلال على الاستمرار في هذا العدوان.

تساءلت حلقة 30/7/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" مع ضيوفها عن مدى استعداد إسرائيل لتوسيع نطاق عدوانها على قطاع غزة، وكيف يمكنها تسويق هذا العدوان في ظل المجازر التي تقوم بها ضد المدنيين.

وقد سقط عشرات الشهداء والجرحى الأربعاء في قصف مدفعي إسرائيلي على سوق الشجاعية شرقي قطاع غزة.

الباحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية أنطوان شلحت عدّد بعض جوانب القصور لدى الطرف الإسرائيلي في عدوانه على غزة، منها أن تصريحات مسؤولين بارزين تطالب بوقف العدوان، وأن إسرائيل دخلت الحرب على القطاع الفلسطيني بدون إستراتيجية توصلها إلى مخرج سياسي، وأنها لا تملك زمام المبادرة في هذه الحرب، بل تملكه المقاومة الفلسطينية التي قال إنها لم ترفع الراية البيضاء رغم أنها تحارب أقوى جيش في المنطقة و"في العالم".

أما الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية إلياس حنا فرأى أن إسرائيل تواجه معضلة أساسية في الخيارات: هل تدخل قطاع غزة أم لا؟ وفي كلتا الحالتين ستكون خاسرة.

وأشار حنا إلى ما اعتبره فشلا استخباراتيا كبيرا في إسرائيل إزاء الأنفاق في غزة والصواريخ التي دخلت القطاع، موضحا أن هناك قلقا إستراتيجيا لدى الإسرائيليين يتعلق بكيفية إيقاف الحرب والطرف الذي يمكن الاتصال به من أجل هذا الغرض.

من جهته تحدث الخبير في الشؤون الإستراتيجية توفيق أبو شومر عن قصور استخباري لدى إسرائيل، كشفه جهلها بمواقع الأنفاق في غزة وبالمقاومين، رغم أنها تحاصر القطاع وكانت محتلة له.

وأكد أبو شومر أن أولويات الاحتلال كانت إيران وحزب الله ثم تأتي غزة، وأن هذا الاحتلال أصيب بهزة كبيرة جدا جراء العمليات النوعية التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية، وهو ما لم تحسب إسرائيل حسابه.

تسويق
وبشأن مدى قدرة إسرائيل على تسويق عدوانها، اعتبر أبو شومر أن الأجهزة الإعلامية الإسرائيلية تمارس الخداع الإعلامي بدقة، وهي قادرة على التسويق لقضايا الاحتلال في الخارج والداخل أكثر من نظيرتها العربية، فهم يقولون للرأي العام الداخلي على سبيل المثال إن الحرب تستهدف "الإرهابيين".

وقال أنطوان شلحت إن إسرائيل تمارس الخداع في حربها على غزة، فتتحدث مثلا عن هدنة إنسانية من أجل الاستهلاك الإعلامي فقط. غير أن إلياس حنا لا يعتقد أن إسرائيل قوية إعلاميا في الوقت الراهن لأن الأمور أصبحت مكشوفة.