ما وراء الخبر

إلى أين تسير ليبيا؟

فترات انتقالية أولى وثانية وثالثة من دون أن يلوح في أفق ليبيا بصيص من نور. ومع أيام عيد الفطر التي كانت بطعم البارود يطرح السؤال: إلى أين تسير ليبيا؟

لم تنعم العاصمة الليبية طرابلس ومدينة بنغازي بالهدوء منذ فترة طويلة، حيث تتعدد جبهات القتال ويتعدد المتقاتلون أمام المجتمع الدولي الذي يبدي حراكا سياسيا خجولا.

فترات انتقالية أولى وثانية وثالثة من دون أن يلوح في الأفق بصيص من نور. وفي أيام عيد الفطر الذي كان بطعم البارود شهدت مدينة بنغازي الليبية اشتباكات عنيفة بين قوات الصاعقة التي أعلنت ولاءها للواء المتقاعد خليفة حفتر وقوات من مجلس شورى ثوار بنغازي، بينما تستمر المعارك في العاصمة للسيطرة على المطار الدولي.

مليشيات متغولة
الكاتب والباحث كامل المرعاش رأى أن الاحتراب في بنغازي وطرابلس هو بين "مليشيات متغولة" ترعرعت تحت المجلس الوطني الانتقالي وحكومات تالية والمؤتمر الوطني العام، مضيفا ما قال إنها حقيقة مرة مفادها بأن عدد من كانوا يسمون ثوارا -وهو عشرون ألفا- أصبح أكثر من مائتي ألف.

واتهم المرعاش المجلس الانتقالي والحكومات والمؤتمر الوطني العام بعدم التفكير في إنشاء جيش وطني، بل في إغداق المال على "هذه المليشيات" التي قال إنها توغلت وتغولت وفقدت السيطرة عليها.

الناشطة الحقوقية سميرة الفرجاني رأت أن ما يجري في ليبيا هو تصحيح لمسار الثورة، وأن ليبيا تعرضت لمؤامرة خبيثة، ومن ذلك تشويه الثوار عبر إعلام ممنهج

وأحال ما تشهده ليبيا إلى إخفاق النخبة السياسية التي أدارت ظهرها للشعب الليبي، فمنها من سافر إلى الخارج ومنها من يتمترس وراء قبيلته في ليبيا ووراء صنيعته من مليشيات تحكم ليبيا وتتجاوز كل الخطوط الحمراء، على حد تعبيره.

أما الناشطة الحقوقية سميرة الفرجاني فرأت أن ما يجري في ليبيا هو تصحيح لمسار الثورة، وأن ليبيا تعرضت لمؤامرة خبيثة، ومن ذلك تشويه الثوار عبر إعلام ممنهج.

وأضافت الفرجاني أن الذي يقصف الشعب الليبي هو الجيش الذي يضم عدة كتائب للقذافي انضوت تحت كتيبة واحدة تدعى "القعقاع"، مطالبة بعودة المطار إلى الليبيين والشرعية الليبية، حسب قولها.

إهدار الميزانيات
من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي عصام الزبير إن الحكومات المتعاقبة لم تستوعب الثوار عبر إدماجهم في الشرطة والجيش، مما زاد في استقطاب الثوار باتجاه الكتائب.

واتهم الزبير هذه الحكومات بأنها عملت فقط على إهدار الميزانيات، ومن بين ذلك إغداق المال على الكتائب غير الشرعية، ولكنها لا تعمل على زيادة رواتب المعلمين والفنيين والأطباء على سبيل المثال.

وخلص إلى أن النخب السياسية هي التي أهلكت المشهد السياسي، وأن الدعوة إلى التدخل الأجنبي لم تبدأ إلا حين رأت الحكومة أن الجناح الذي تؤيده انكسرت شوكته، ولم تطلب هذا التدخل حين كانت تحصد أرواح المئات في بنغازي.