ما وراء الخبر

القاعدة باليمن.. فزاعة أم أداة لتنفيذ مؤامرة؟

تتباين وجهات نظر المختصين بشأن تنظيم القاعدة في اليمن, بين من يعتبرها أقوى أذرع القاعدة خارج أفغانستان، ومن يراها أداة تم تطويع أعضائها لتنفيذ أجندات إقليمية ودولية.
قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن 70% من مقاتلي تنظيم القاعدة في اليمن أجانب، وأكد أن مؤامرة تحاك ضد بلاده, يأتي ذلك بينما يواصل الجيش اليمني معاركه في محافظتي أبين وشبوة ضد عناصر القاعدة.

وسلطت حلقة الجمعة 2/5/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" الضوء على طبيعة المؤامرة التي يتحدث عنها الرئيس اليمني وتأثيرها على الانتقال الديمقراطي والعملية السياسية في اليمن.

وفي هذا الشأن، يرى وزير الشؤون القانونية اليمني محمد المخلافي أن التنظيمات الإرهابية تتلقى الدعم والتغطية للانتقال من بلد إلى بلد, مؤكدا أن من يقود تنظيم القاعدة في اليمن ليسوا يمنيين.

وقال إن هناك من لا يريد لليمن أن يستعيد عافيته، وأن يستمر النظام السابق ومعوقاته -متمثلة في القاعدة- لعرقلة الانتقال الديمقراطي في البلاد.

وأضاف أن اليمن بات أمام مرحلة جديدة للتغيير والانتقال الديمقراطي متمثلا في مخرجات الحوار الوطني، "لكن هناك أطراف تسعى لعرقلة التحول بالتمترس وراء تنظيم القاعدة".

من جانب آخر، اعتبر المخلافي أن تهديد القاعدة ليس أمرا جديدا وإنما الجديد في الإرادة السياسية لدى الدولة للقضاء عليه.

وقال إن هذه الإرادة مدعومة شعبيا ودوليا, لافتا إلى أن الجيش اليمني قادر على دحر عناصر القاعدة، مضيفا أن ما يحتاج إليه اليمن في الوقت الراهن هو الدعم الاقتصادي.

ولفت إلى أن تنظيم القاعدة لم يعد مرتبطا بأجهزة الدولة، كما كان سابقا، وأن القضاء عليه سيساعد على القضاء على الإرهاب في اليمن.

من جهة أخرى، أوضح المخلافي أن وجود تنظيم دولي يرفع شعارا دوليا يجعل من غير الممكن الدخول في حوار معه، فهو يستهدف اليمنيين والجيش والأمن ويضرب مصالح اليمن الاقتصادية.

ليس مبالغة
من جانبه، يعتقد الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية نبيل البكيري أنه ليس ثمة مبالغة في تصريح الرئيس هادي بشأن حجم الأجانب في صفوف تنظيم القاعدة، لأنه تحدث بناء على معلومات استخبارية.

واعتبر أن اليمن يدفع اليوم فاتورة ثورته السلمية, مشيرا إلى أن القاعدة واحدة من الأوراق التي تستخدم اليوم بالمشهد اليمني في محاولة لتحريف الثورات عن مسارها.

وقال إن القاعدة أصبحت ورقة وفزاعة تستخدمها أطراف دولية وإقليمية ومحلية لتحقيق مكاسب سياسية في اليمن.

وأضاف أن هناك قوى إقليمية تعزف على وتر مخاوف تنظيم القاعدة لكبح جماح التغيير الثوري في اليمن.

ويرى البكيري أن المشكلة ليست في جنسية عناصر القاعدة، وإنما في من يسهل تنقلهم ويقدم لهم الدعم, لافتا إلى أن القاعدة ضخمت وأعطيت حجما أكثر من حجمها الحقيقي.

ويعتقد أن السبب الرئيسي وراء تمدد هذه القاعدة هو انعدام الاستقرار السياسي وفشل الدولة في بسط سيادتها على كامل التراب اليمني.