ما وراء الخبر

أبعاد وخلفيات غارة حفتر ببنغازي

بعد أن فاجأ الجميع في فبراير/شباط الماضي بإعلان انقلاب تبين لاحقا أنه تلفزيوني بامتياز، لم يستسلم خليفة حفتر، وحشد مؤيدين له بشرق البلاد لتخليص ليبيا مما يسميه “الجماعات الإرهابية”.
تباينت وجهات نظر ضيوف حلقة 16/5/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" بشأن حجم وطبيعة الأزمة التي عكستها التطورات الأمنية التي عرفتها مدينة بنغازي في ليبيا الجمعة في أعقاب غارة شنتها طائرة تابعة للواء المنشق خليفة حفتر على معسكر لكتيبة 17 فبراير التابعة للثوار. 
وفي هذا الخصوص، يرى الكاتب والمحلل السياسي صلاح البكوش أن ما حدث أمر منعزل ولا يشكل ظاهرة عامة في الجيش الليبي, مضيفا أن هناك أشخاصا يريدون فرض أنفسهم على الليبيين.

وقال إن خليفة حفتر كان أحد القادة البارزين في الجيش أثناء حكم العقيد الراحل معمر القذافي، وإنه يسعى لولوج المشهد السياسي بأي طريقة ممكنة.

وأضاف أن ما جرى محاولة لاستغلال المشهد السياسي والأمني المرتبك في طرابلس ترقى إلى محاولة انقلابية.

من جهة أخرى، أشار البكوش إلى أن ليبيا تمر بمرحلة انتقالية تتسم بضعف الدولة ومؤسساتها، وأن الحكومة الليبية مترددة بين إعادة هيكلة الجيش أو بناء جيش جديد.

وفي السياق، اتهم البكوش من سماهم "دعاة الفدرالية" بالسكوت المريب بشأن ما أقدم عليه حفتر بدعوى أنه يصب في مصلحتهم ويخدم أغراضهم السياسية.

من جانبه، وصف الباحث في الشأن الليبي صلاح الشلوي حفتر بالرجل المغامر، وقال إنه سبق وأغرق المنطقة الشرقية من قبل في حرب تشاد.

واعتبر ما أقدم عليه أمرا غير مبرر من شأنه إقحام ليبيا في صراع لا طائل منه، لافتا إلى أن حفتر يستخدم السلاح في حل مشاكل ليبيا، وهو أمر غير مجدٍ ولا علاقة له بالرأي.

وفي السياق، اتهم الشلوي حفتر بالسعي إلى تخريب المسار السياسي, معربا عن قناعته أن السلاح لا يمثل الحل الأنسب لمشاكل ليبيا.

رؤية مغايرة
في المقابل، اعتبر القيادي في التيار الفدرالي أبو بكر بعيرة أن ما قام به حفتر هو محاولة لتخليص بنغازي من الأوضاع الأمنية المتردية وتعبير عن رأيه في ما يجري في ليبيا.

وقال إن الحكومة اكتفت بدور المتفرج على ما يجري في بنغازي من انفلات أمني منذ البداية, لافتا إلى أن المشهد السياسي والأمني في طرابلس مرتبك، وهناك فصام بين الحكومة والمؤتمر الوطني العام الذي يعاني هو نفسه من انقسامات داخله.

من جهة أخرى، يرى بعيرة أن الحديث عن التوافق السياسي في ليبيا كلام أجوف لأنه لا يجد طريقه إلى التطبيق على الأرض.

وكحل للأوضاع السياسية والأمنية، اقترح بعيرة رحيل المؤتمر الوطني واختيار مجلس رئاسي يمثل التركيبة الترابية للبلاد.