ما وراء الخبر

التصعيد العسكري بالفلوجة والدعم الأميركي للمالكي

بينما تتردد الأنباء عن استخدام الجيش العراقي للبراميل المتفجرة في قصف الفلوجة، تأتي تصريحات مسؤول أميركي عن مشاركة بلاده في تدريب قوات خاصة عراقية لمواجهة “الإرهاب”.
بينما تتردد الأنباء عن استخدام الجيش العراقي للبراميل المتفجرة في قصفه غير المسبوق لمدينة الفلوجة ضمن عملياته العسكرية في محافظة الأنبار، تأتي تصريحات مسؤول أميركي عن مشاركة بلاده في تدريب قوات خاصة عراقية لمواجهة "الإرهاب".

حلقة الخميس (8/5/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت هذا الموضوع من حيث دلالات التصعيد العسكري في الفلوجة وتوقيته الذي يأتي عقب الانتخابات التشريعية، وتساءلت عن أهداف الدعم الأميركي لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في ضوء العمليات العسكرية الدائرة في الأنبار.

يرى عضو اللجنة الإعلامية لائتلاف دولة القانون جاسم الموسوي أن المالكي كان "حليما وحكيما" وتأخر في اتخاذ قرار "تطهير" الفلوجة، نافيا بشدة أن تكون القوات العراقية استخدمت البراميل المتفجرة في قصفها الفلوجة.

شائعات
وأضاف الموسوي أن القصف يستهدف فقط تجمعات "الإرهابيين" في الفلوجة، ودلل على قوله بأن من يسقطون قتلى وجد أنهم يحملون أحزمة ناسفة، معتبرا أن اعتراف خصوم المالكي بقولهم إن الفلوجة أصبحت تحت سيطرة "الإرهابيين" خير دليل.

واعتبر أن ترويج مثل هذه "الشائعات" هدفه تشويه صورة الجيش العراقي وهو يواجه تنظيمات إرهابية، لكنه شدد على أن العراق والمالكي عازمان على حسم الوضع في الفلوجة، مع الحرص على عدم سقوط مدنيين.

وأوضح الموسوي أن المالكي قدم ست محاولات للتهدئة تبنتها قوى سنية، لكنه لن يقدم تنازلات على حساب شعب الأنبار، وأشار إلى أنه عندما تم سحب الجيش العراقي من الأنبار سقطت المحافظة بيد "تجار الدم وتنظيمات الدولة الإسلامية في العراق والشام وتنظيمات بعثية".

في المقابل، يقول عضو مجلس ثوار الأنبار همام حسين إن ما يحدث في المحافظة صراع إرادتين: الأولى تمثل مشروعا وطنيا، والثانية تمثل المشروع الصفوي المدعوم من إيران والولايات المتحدة، بحسب قوله.

وأضاف حسين أنه منذ بدء المعركة اتضح أن المالكي لا يريد استهداف المسلحين، وتحول إلى هدف أكبر من هذا وهو الفلوجة "العصية على المشروع الأميركي الإيراني".

وأكد أن القصف الذي تنفذه قوات المالكي على الفلوجة والكرمة يتم بالفعل بأسلحة وبراميل متفجرة، مشيرا إلى سقوط أكثر من 300 قتيل ونحو 1300 جريح ونزوح لآلاف العوائل نتيجة القصف.

وحول المفاوضات ذكر حسين أن على المالكي -الذي سخّر للعملية العسكرية في الأنبار قوات الجيش- أن يسحب قواته أولا ثم يبدأ المفاوضات، مؤكدا أن ثوار العشائر هم الآن من يدافعون عن أعراضهم وممتلكاتهم.

الدعم الأميركي
وحول الدعم الأميركي للمالكي في عمليته العسكرية بالأنبار، يقول الخبير في سياسات الأمن والدفاع بمعهد كيوتو بنجامين فريدمان إنه منذ مغادرة القوات الأميركية للعراق وهناك هواجس أميركية من انتشار "الإرهاب" في هذه المحافظة.

وأضاف أن كثيرين في الولايات المتحدة ينظرون إلى ما يجري في العراق على أنه عمليات مناهضة للإرهاب، لكنه قال إن الولايات المتحدة ككيان ليس لديها رأي بشأن العراق، ولكنها تريد هيكلية تقوم على الحكم العادل والمنصف، بحسب رأيه.

لكن فريدمان أكد أنه لا توجد طريقة تضمن للولايات المتحدة ألا تستخدم مساعداتها العسكرية هذه في قتل المدنيين.

بدوره يرى الموسوي أن الولايات المتحدة لديها التزام بدعم النظام السياسي الديمقراطي في العراق، مؤكدا ان الحكم القائم ديمقراطي، في حين أن هناك محاولات غير ديمقراطية لإسقاطه.