ما وراء الخبر

أوراق ضغط واشنطن وموسكو بشأن القرم

احتدمت سخونة المواجهة بين واشنطن وموسكو بشأن الوضع في شبه جزيرة القرم، حيث تحاول روسيا فرض الأمر الواقع بهذه المنطقة، في حين تعمل أميركا على كبح جماح الدب الروسي.

تضاربت مواقف ضيفي حلقة 7/3/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" بشأن تداعيات الخلاف الأميركي الروسي وفرص حل الأزمة الأوكرانية، وذلك في ضوء تحديد موعد الاستفتاء في شبه جزيرة القرمفي 16 مارس/آذار الجاري.

وقالت موسكو الجمعة إن القرم ستكون جزءا من روسيا إذا ما صوت سكانها على ذلك في الاستفتاء، ورد رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك بأنه لن يعترف أحد في العالم المتحضر بهذا الاستفتاء.

وأعلنت واشنطن أمس فرض عقوبات على المسؤولين عن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، تشمل حظر السفر وتجميد أرصدة في الولايات المتحدة.

وعدد زياد سبسبي من لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الفدرالي الروسي أوراق الضغط الروسية بشأن الأزمة في القرم في ما أسماه البعد الإستراتيجي للقرم والعلاقات التاريخية بينه وبين روسيا، إضافة إلى أكثر من مليوني روسي في هذا الإقليم.

واعتبر أن وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية تضخم المشكلة الأوكرانية والدور الروسي هناك، وشدد على أن موسكو لا تريد شن الحرب على أحد ولا تفكر بأي عمل عدواني ضد أوكرانيا، وأضاف أن القرم لم تكن تاريخيا في تعداد أوكرانيا، لكن القيادة الروسية مجبرة اليوم على التدخل من باب الالتزام التاريخي مع القرم.

من جهته، تحدث سيث كروبسي، مساعد وزير الدفاع الأميركي سابقا عن أوراق الضغط الأميركية، ومنها إصدار عقوبات محدودة على روسيا والقيام باحتجاجات دبلوماسية وإجراء الرئيس الأميركي باراك أوباما محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إضافة إلى إرسال قوات جوية إلى أوروبا ومدمرة للبحر الأسود.

كما اعتبر أن واشنطن يمكنها أن تكون بديلا لروسيا وتزود بعض الدول الأوروبية ومنها أوكرانيا   بالغاز الطبيعي.

وفي حين اتهم كروبسي روسيا باجتياح القرم وإنشاء سلطة تابعة لها هناك حتى تنظم انتخابات تكون في صالح موسكو، نفى سبسبي دخول قوات روسية إلى الأراضي الأوكرانية، وقال إن الموجودة هناك هي بموجب معاهدة سابقة بين موسكو وكييف، واتهم بدوره القيادة الحالية في أوكرانيا بأنها غير شرعية وأنها وصلت إلى الحكم عن طريق "انقلاب إرهابي".

فرص التسوية
وبشأن إمكانية التسوية في الأزمة الأوكرانية، قال الضيف الأميركي إن ذلك ممكن، ولكن في حال تخلى بوتين عما عدها المكاسب غير الشرعية في القرم، كما أشار إلى أن الأمر منوط بالغرب ومدى حزمه في هذا المسألة.

من جهته أكد الضيف الروسي أيضا أن التسوية ممكنة، لكنه اشترط لتحقيق ذلك عودة "الوضع الفوضوي في أوكرانيا إلى وضع قانوني شرعي".

وبينما تساءل كروبسي قائلا: هل تصرفت موسكو بشكل أخلاقي في الموضوع السوري؟ رد بالقول إن واشنطن لم تكن "يداها بيضاء" في أحداث سوريا والشيشان والعراق وأفغانستان.