ما وراء الخبر

الانتهاكات الإنسانية بعد سيطرة الحوثيين

سلطت الحلقة الضوء على تقرير أوروبي يكشف انتهاكات واسعة في اليمن، طارحة سؤالين: هل يمر اليمن بمرحلة جديدة من الانتهاكات؟ وكيف يمكن احتواء الحكومة للوضع المتردي لحقوق الإنسان؟

كشف تقرير حقوقي أوروبي عن 4500 انتهاك لحقوق الإنسان خلال أقل من شهر من سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة اليمنية صنعاء، نجم عنها 733 قتيلا وثلاث جرائم تصفية لجنود جرحى داخل المستشفى الحكومي في صنعاء، وحالات اختطاف شخصيات اجتماعية وقبلية وناشطين تصل إلى ألف حالة.

وسلطت حلقة 21/12/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" الضوء على التقرير وتداعياته، طارحة سؤالين: هل يمر اليمن بمرحلة جديدة من الانتهاكات؟ وكيف يمكن للحكومة احتواء الوضع المتردي لحقوق الإنسان؟

وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان كشف أيضا في أول تحقيق توثيقي تجريه مؤسسة أوروبية، عن انتهاكات واسعة طالت عشرات المقرات الحزبية وقيادات عسكرية وسياسية ومؤسسات تعليمية ومساجد ومؤسسات إعلامية، وعمليات نهب شمال وغرب العاصمة اليمنية على وجه الخصوص.

ونفى عضو المجلس السياسي لجماعة أنصار الله محمد البخيتي أي مسؤولية للحوثيين عن قتل العدد المذكور في التقرير الأوروبي، مؤكدا أنه بعد سيطرتهم على صنعاء يوم 21 سبتمبر/أيلول الماضي قتل شخص واحد فقط بالخطأ بعد أن ظنه عنصر من الحوثيين واحدا من "التكفيريين".

"انتهاكات الحوثيين"
غير أن المحامي والناشط الحقوقي محمد الهناهي الذي قال إن "انتهاكات الحوثيين لا يمكن تجاهلها"، رد على البخيتي بأن الشخص المقتول كان صيدلانيا ووثقت عملية القتل أمام الجميع، على حد قوله.

وحول عمليات الاختطاف التي ذكرها التقرير، قال البخيتي إن ذلك اعتقال وليس خطفا، وإن من سماها اللجان الشعبية هي التي تنفذ هذه الاعتقالات بحكم أنها المسؤولة في ظل غياب الدولة.

وأوضح البخيتي أن جماعة الحوثيين "كرماء" بدليل أنهم يملكون السلطة والأمر الواقع، ومع ذلك يطلبون من الآخرين أن يشركوهم في مؤسسات الدولة، في الوقت الذي "بإمكاننا أن نغير المسؤولين من رئيس الدولة حتى أصغر مسؤول".

بدوره قال الهناهي إن منظمات المجتمع المدني تتعرض لإعاقة عملها، ولهذا فإن التقارير الحقوقية تصدر من جهات خارجية كالتقرير الأوروبي والذي سبقه تقرير هيومن رايتس ووتش.

وردا على البخيتي الذي أطلق على الحوثيين وصف الكرماء، قال الهناهي إنهم كانوا قبل الثورة متمردين ومنحتهم الثورة الشرعية، وإنهم بادلوا هذا الموقف بتصفية الثوار عند اقتحام صنعاء.

واتهم الهناهي ما سماه التحالف بين الحوثيين ونظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بخلخلة أركان الدولة، مشيرا إلى حصار الوزارات ومنع الوزراء من تأدية عملهم وتغيير المحافظين.