ما وراء الخبر

مخاوف أردوغان من كيان كردي شمال سوريا

توقفت حلقة (20/12/2014) عند مخاوف الرئيس التركي من قيام كيان كردي جديد شمال سوريا، وناقشت مدى واقعية تلك المخاوف، وكيفية تعاطي الغرب -خاصة أميركا- مع مثل هذه المخاوف.

تساءل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن كانت هناك نية لتأسيس كيان كردي جديد أو ولاية جديدة في شمال سوريا، معتبرا هذا الأمر -إن حدث- مشكلة وتهديدا لأمن تركيا.

ورأى أردوغان أن مدينة عين العرب (كوباني) لا تمثل أهمية إستراتيجية تذكر بخلاف مدن سورية أخرى مثل حلب التي تتعرض للقصف اليومي من جانب النظام السوري.

حلقة السبت (20/12/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" توقفت عند تصريح الرئيس التركي، وناقشته في محورين: ما وجاهة مخاوف تركيا من إمكانية قيام كيان كردي جديد على حدودها؟ وكيف يمكن للغرب -خاصة الولايات المتحدة- التعاطي مع مثل هذه المخاوف التركية؟

تقسيم المقسّم
وذكر محمد زاهد غل عضو حزب العدالة والتنمية التركي في مستهل مداخلته أن خطر تنظيم الدولة الإسلامية يتمدد في العديد من المناطق العراقية والسورية ولا تحرك القوى الغربية ساكنا، بينما ينصب كل التركيز على منطقة عين العرب الصغيرة، والتي من السهل حسم المعركة فيها في أقصر وقت ممكن.

واعتبر غل أن هناك محاولة ومسعى إلى أن تبقى عين العرب موضوعا موجودا باستمرار على الساحة السياسية، مما يعني أن التركيز على هذه المنطقة ليس بريئا.

وأشار السياسي التركي إلى أن المنطقة اليوم تخضع لعملية "تقسيم المقسّم"، موضحا أن التقسيم سيخدم دولا بعينها من خارج المنطقة.

وقال إن وحدة الأراضي السورية باتت مهددة بشكل واقعي ومباشر، مضيفا أن ما يقلق تركيا هو التركيز على الحلقة الأضعف في هذا البلد، في إشارة إلى الأكراد.

وخلص غل إلى أن أنقرة ليست لديها مشكلة مع المكون الكردي في سوريا، بل مشكلتها مع التقسيم الذي سيأتي لصالح بعض الدول الغربية.

وفاة "سايكس بيكو"
في المقابل، قال آدم إيرلي المتحدث السابق باسم الخارجية الأميركية إن ضحيتين وقعتا جراء الاحتلال الأميركي للعراق والربيع العربي.

وأوضح أن اتفاقية "سايكس بيكو" لم تعد موجودة مع تلاشي الحدود بين سوريا والعراق، كما أن هدف دولة اتحادية فيدرالية في العراق لم يعد ممكنا مع مبالغة الشيعة في حكمهم وعدم قبول السنة اليوم تقاسم السلطة مع المكون الشيعي.

وتابع إيرلي بالقول إن القضية ليست بين تركيا والأكراد بقدر ما يبدو الوضع مقلقا في المنطقة برمتها.

وأوضح المسؤول الأميركي السابق أنه حتى مع "وفاة" اتفاقية "سايكس بيكو" لن تشهد المنطقة "سايكس بيكو" جديدة.

وختم بالإشارة إلى الحاجة اليوم لحدود جديدة وكيانات جديدة، لافتا إلى أن النقاش حول هذه المسائل يجب أن يكون بين دول المنطقة وليس غيرها.