ما وراء الخبر

خلفيات الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى وتداعياتها

ناقشت حلقة الأربعاء (5/11/2014) من برنامج “ما وراء الخبر” خلفيات التصعيد الإسرائيلي المتكرر ضد المسجد الأقصى في الآونة الأخيرة، وتداعيات هذه الاعتداءات على المنطقة سياسيا وأمنيا.

أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى الأربعاء بعد أن اقتحمته جماعات من المتطرفين اليهود صباح اليوم بحماية الشرطة الإسرائيلية، وسط مناشدة فلسطينية للعرب والمسلمين لحماية الأقصى والمقدسات.

وقد جاءت عملية الإغلاق بعد انسحاب قوات الاحتلال واندلاع مواجهات أسفرت عن سقوط العشرات من الإصابات في صفوف المصلين والمرابطين داخل المسجد الأقصى بالرصاص المطاطي والغاز المدمع الذي كانت تطلقه القوات الإسرائيلية.

حلقة الأربعاء (5/11/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت خلفيات التصعيد الإسرائيلي المتكرر ضد المسجد الأقصى في الآونة الأخيرة، وتداعيات هذه الاعتداءات على المنطقة سياسيا وأمنيا.

الكاتب والمحلل الإسرائيلي عكيفة إلدار أكد أن أعضاء بالكنيست الإسرائيلي والحكومة غير راضين على الوضع الراهن في المدينة المقدسة ويحاولون تغييره، مشيرا إلى أن رئيس الكنيست قال إنه سيعمل ما بوسعه حتى يسمح للإسرائيليين بالصلاة في المسجد الشريف.

وقال إلدار إن الاعتداءات التي يتعرض لها المسجد الأقصى "ليست استفزازات، بل هي مشروع يقوم به برلمانيون وأعضاء بالحكومة"، مضيفا أن هذه الممارسات المتطرفة تأتي استثمارا لضعف الدور الأميركي والأوروبي الرادع في مثل هذه الحالات وتأقلم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الواقع الراهن وإدراكه صعوبة تجاوزه.

وشدد الكاتب الإسرائيلي على أن الأحداث الراهنة "العرَض وليست أصل المرض"، موضحا أن الاحتلال هو سبب الأزمة وحلها يتمثل في التوصل لاتفاق على أساس حل الدولتين والتزام إسرائيل بالعودة لحدود عام 1967.

فرض واقع
بدوره، لفت رئيس الأكاديمية الفلسطينية للشؤون الدولية مهدي عبد الهادي إلى صعود التيار اليميني المتطرف بقوة داخل إسرائيل، مشيرا إلى أن هذا التيار يعمل على فرض حالة أمر واقع في المسجد المقدس.

وقال عبد الهادي إن نتنياهو يتأقلم مع الوضع الراهن ويسمح للأمن بدعم المستوطنين المتطرفين باقتحام ساحات الأقصى.

وأضاف أن "الاقتحامات المتتالية جعلت إسرائيل تنجح في تسويق أن اليهودي له حقوق في هذا المكان"، وأوضح أن "إسرائيل بدأت تعمل بجميع مكوناتها للسيطرة على هذا المكان".

واستنكر عبد الهادي غياب ردود الفعل العربية تجاه الانتهاكات الإسرائيلية، واستغرب "تعايش القاهرة وعمان مع إسرائيل".

مخطط قديم
في السياق، أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح إلى أن الانتهاكات الأخيرة لا تتعلق بـ نتنياهو، ولكنها تأتي ضمن مخطط قديم منشور عام 1967، وأكد أن إسرائيل تراهن في سلوكها على "قوة الضعف العربي".

ووصف قاسم رد الفعل الأردني -المتمثل في استدعاء السفير الإسرائيلي والإعلان عن مراجعة كل بنود العلاقات مع إسرائيل بما في ذلك اتفاق السلام بين البلدين المعروف باسم اتفاق وادي عربة– بأنه لا يكفي، وليس على المستوى المطلوب.

وعبر أستاذ العلوم السياسية عن أمله أن يتخذ الأردن موقفا من اتفاقية وادي عربة وألا يقتصر رد فعله على استدعاء السفير والاحتجاج الشفهي فقط، لكنه أشار إلى أن الأنظمة العربية لا تعطي الثقة للمواطنين في إمكانية فعل شيء ضد إسرائيل.