ما وراء الخبر

اجتماع مسقط بشأن النووي الإيراني.. الجدوى والرمزية

ناقشت حلقة الثلاثاء من برنامج “ما وراء الخبر” رمزية استضافة العاصمة العُمانية اجتماعا بين وزير الخارجية الأميركي ونظيره الإيراني ومنسقة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي الأحد المقبل لمناقشة البرنامج النووي الإيراني.

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف ومنسقة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون سيلتقون في العاصمة العُمانية مسقط الأحد المقبل لمواصلة المناقشات بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وستسعى الأطراف المشاركة في الاجتماع إلى "تقريب المواقف" مع دنو موعد 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 الذي يعتبر آخر أجل للتوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني.

وتعقد مفاوضات بين إيران والقوى الست الكبرى (أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين) منذ مطلع السنة الحالية للتوصل إلى اتفاق يكفل عدم تضمن البرنامج النووي الإيراني أي شق عسكري، وفي حال تم التوصل إلى هذا الاتفاق سترفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران.

حلقة الثلاثاء (4/11/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت مدى إمكانية نجاح الاجتماع في دفع الموقف نحو الاتفاق النهائي، وذلك في ظل التقارب الملحوظ بين واشنطن وطهران في الآونة الأخيرة.

مدير الأبحاث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى باتريك كلاوسن ذكّر بما قالته إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنها "لا تعلم مدى إمكانية التوصل لاتفاق نهائي مع إيران"، لكنه أكد أن الظرف الراهن أفضل من ظروف الاجتماع السابق -الذي عقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك- وقد يمهد للوصول لاتفاق نهائي.

وقال كلاوسن إن عقد الاجتماع بمسقط له "دلالة عملية، حيث إن كيري سيكون في بكين والعاصمة العمانية أقرب له من جنيف، كما أن الإيرانيين اشتكوا من طول رحلات الطيران إلى جنيف وطلبوا عقد اجتماع في مكان قريب لبلدهم"، لكنه أشار إلى وجود دلالة رمزية توضح دور عُمان في الاتفاق.

ولفت إلى أن مستشاري أوباما أخبروه أن التوصل لاتفاق مع طهران سيعرضه للانتقاد داخل الولايات المتحدة، إلا أنه يحرص عليه من منطلق اهتماماته الشخصية بمنع انتشار الأسلحة النووية.

وأبدى كلاوسن تخوفه من تكرار سيناريو عام 2009 عندما توصل الفريقان إلى اتفاق قبل أن يرفضه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي في النهاية.

فاطمة الصمادي:
الاجتماع القادم سيشهد تطورا كبيرا قد يمهد إلى التوصل للاتفاق النهائي

حرص إيراني
من جهته، أكد الكاتب والباحث المتخصص في الشؤون الإستراتيجية حسين رويوران أن الرئيس الإيراني حسن روحاني حريص على التوصل لاتفاق، مؤكدا أن اتفاق الطرفين على تمديد مهلة الاتفاق يعد إقرارا بعدم الفشل، وذلك ما قد يسمح للاتفاق بالظهور قريبا.

وبشأن اختيار مسقط لاستضافة الاجتماع، قال رويوران إن الاختيار يعكس وزن عُمان ودورها كوسيط بين إيران ومجموعة "5+1″، موضحا أن إيران ترحب بدور عُمان كدولة صديقة قبل الثورة الإيرانية وبعدها.

وأقر الباحث الإيراني بأن العلاقة بين البلدين انتقلت من مرحلة العداء إلى مرحلة يمكن خلالها التعاون في بعض القضايا.

احتياج الطرفين
وفي السياق، قالت الباحثة في الشأن الإيراني بمركز الجزيرة للدراسات فاطمة الصمادي إن الاجتماع القادم سيشهد تطورا كبيرا قد يمهد للتوصل إلى الاتفاق النهائي، مؤكدة أن أوباما وروحاني يحتاجان إلى هذا الاتفاق، لافته إلى قول روحاني إن "الفرصة الحالية قد لا تعود في المستقبل".

وبشأن رمزية استضافة مسقط الاجتماع، قالت الصمادي إن عُمان استضافت جلسات سرية قبل التوصل للاتفاق المرحلي قبل عام، موضحة أن اختيار مسقط يحمل بعدا سياسيا حول مكانتها في المنطقة، ولا سيما لدى طهران.

وأكدت الباحثة في الشأن الإيراني أن العلاقة بين واشنطن وطهران تطورت بصورة كبيرة وبدأت تأخذ بعدا جديدا عن الوضع السابق.