ما وراء الخبر

عوامل استقطاب التونسيين بين السبسي والمرزوقي

ناقشت الحلقة الانتخابات الرئاسية التونسية من زاوية العوامل التي تحكمت في استقطاب التونسيين بين السبسي والمرزوقي، وطبيعة الجولة الثانية ومآلاتها.

بنتائج متقاربة قاد سباق الانتخابات الرئاسية التونسية كلا من المرشحين منصف المرزوقي والباجي قايد السبسي إلى خوض دور ثان، تؤكد كل المؤشرات أنه سيكون حامي الوطيس.

منازلة تبدو مصيرية بين معسكرين، وبينما يرى خصوم المرزوقي أنه بات مرشح المتشددين في بلادهم، يرد خصوم السبسي أنه امتداد للمنظومة القديمة التي قامت الثورة ضدها أصلا.

حلقة الثلاثاء (25/11/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت الانتخابات الرئاسية التونسية في محورين: العوامل التي تحكمت في استقطاب التونسيين بين السبسي والمرزوقي، وهل ستختلف الجولة الثانية في تفاصيلها ومعطياتها وأدوات تأثيرها عما جرى في الجولة الأولى؟

العائلة الديمقراطية
واعتبر عادل السالمي عضو الحملة الرئاسية للمنصف المرزوقي أن نتائج الدورة الأولى مرضية، معتبرا إياها رسالة موجهة للعائلة الديمقراطية في تونس من أجل التوحد، وفق تعبيره.

ورأى أن النتائج المعلنة تعكس صراع نمطين أحدهما يعبر عن دولة الأبوة والوصاية والتعامل مع التونسيين على أنهم رعايا، بينما ينشد الثاني دولة العدالة والقانون التي تقاوم الفساد.

وذكر السالمي أن لدى قواعد حركة النهضة والطيف الإسلامي في تونس بشكل عام قناعة بأن المعركة اليوم هي بين الديمقراطية وعودة النظام السابق.

وخلص إلى أن المستهدف اليوم ليس منصف المرزوقي فقط، بل استحقاقات الثورة برمتها.

في المقابل بيّن رضا الشنوفي العضو في حركة نداء تونس أن الحديث عن حزبه باعتباره المنظومة السابقة يعتبر مغالطة وهو مجانب للصواب.

تعهدات النهضة
وفيما يتصل بتصويت قواعد حركة النهضة لصالح المرزوقي في الدور الأول من الرئاسة، رأى الشنوفي أن كل ما تعهدت به الحركة في هذا الصدد من انتهاج الحياد لم يكن مجسما على أرض الواقع.

وردا على مقولة الطرف الآخر إن وصول السبسي لمنصب الرئاسة سيؤدي إلى حالة من التغول، نفى العضو بنداء تونس ذلك مبينا أن الدستور الجديد للبلاد يقطع الطريق أمام أي محاولة للهيمنة والاستبداد.

كما تحدث في هذه الحلقة مدير معهد تونس للسياسة أحمد إدريس، وقال إن الحملة الرئاسية كانت مركزة على الشكل المجتمعي لتونس، وكل طرف كان يقترح على الشعب التونسي الشكل المجتمعي الذي يتبناه.

ورجّح إدريس أن يصوت جزء كبير من أنصار الجبهة الشعبية لفائدة السبسي، استنادا لتصريحات عدة قياديين من الجبهة أكدوا فيها استحالة التصويت للمرزوقي.

وأعرب مدير معهد تونس للسياسة عن اعتقاده بأن شكل التحالف لصالح السبسي بات أوسع عقب الدور الأول من الانتخابات.