ما وراء الخبر

فشل مفاوضات نووي إيران بفيينا.. العقبات والسيناريوهات

ناقشت الحلقة العقبات التي حالت دون التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا بشأن ملف إيران النووي، والمتغيرات التي تراهن عليها أطراف التفاوض قبل انتهاء الأجل الجديد للمباحثات.

اتفقت إيران ودول مجموعة "خمسة زائد واحد" في فيينا، على تمديد المفاوضات بشأن برنامج إيران النووي حتى نهاية يونيو/حزيران المقبل.

حلقة الاثنين (24/11/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت العقبات التي حالت دون التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا بشأن ملف إيران النووي؟ وما المتغيرات التي تراهن عليها أطراف التفاوض قبل انتهاء الأجل الجديد للمباحثات؟

وجاءت هذه النتيجة مثلما توقع الكثيرون، لكنها توصلت عوضاً عن ذلك لاتفاق بتمديد المباحثات لمدة سبعة أشهر، مكنت أطراف التفاوض من تجاوز عقدة 24 نوفمبر/تشرين الثاني، الذي كان مقرراً أن يكون آخر يوم في عمر المفاوضات، بحسب ما قرره الاتفاق المرحلي.

ورغم أن أطراف التفاوض أجمعت على وجود تقدم في الجولة الأخيرة، فإن ملفات تتجاوز الموضوعات ذات الصلة المباشرة بالموضوع النووي، تنتظر بالضرورة الاتفاق بشأنها قبل إغلاق ملف إيران النووي بصورة نهائية.

ومن المفترض وفق الاتفاق أن يكون الموعد النهائي في عمر المفاوضات هو مطلع مارس/آذار المقبل، وحددت إيران ثلاث عقبات رأت أنها تعرقل التوصل لاتفاق، وهي: تخصيب اليورانيوم والتفاصيل المتعلقة به، وتوقيت رفع العقوبات المفروضة على طهران، وتوقيت الاتفاق النهائي.

تدخلات إقليمية
حول هذا الملف، قال مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صالح صدقيان إن الشارع الإيراني كان ينتظر اتفاقا يُنهي العقوبات على بلادهم بمستوياتها الأربع (الرئيس الأميركي والكونغرس والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي)، لكن أن تقدم إيران كل ما تستطيع لتبديد القلق عند الأسرة الدولية ولا تحصل على قرار من الجانب الغربي بشأن العقوبات فهذا أمر غير مريح، بحسب تعبيره.

وأضاف أن الجانب الإسرائيلي واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وبعض الدول الإقليمية عملت على عدم التوقيع على الاتفاق، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تقبل أقل من تفكيك البرنامج النووي الإيراني.

وأوضح صدقيان أن إيران رفضت منذ بداية المفاوضات أي اختراق لها، بمعنى أن تتناول فقط الملف النووي الإيراني، وألا تبحث أي قضايا إقليمية أخرى كالملف السوري.

وأشار إلى أن الغرب يريد إحداث هذا الاختراق للخطوط التي تعتبرها إيران حمرًا، ويريدون أن تكون السبعة أشهر المقبلة مجالا لبحث هذه القضايا الإقليمية.

وتابع "إيران قالت منذ البداية إن أي اتفاق لن يكون آخر المطاف، ولكن بداية لعمل وتنسيق مشترك بشأن كل قضايا المنطقة كالعراق وملف تنظيم الدولة الإسلامية وسوريا ولبنان والصراع العربي الإسرائيلي".

تعنت إيراني
في المقابل، يرى السفير آدم إيرلي المتحدث السابق باسم الخارجية الأميركية، أن إيران تحاول توجيه اللوم للجميع على فشل المفاوضات لكنها تتجاهل دورها في ذلك، معتبرا أن سبب تمديد المحادثات هو أن إيران لم توافق على وضع حدود على برنامج تخصيب اليورانيوم، وهو أمر لا يتجاوب مع طلبات المجتمع الدولي.

وأضاف إيرلي أن الغرب خفض العقوبات وإيران لم تقدم في المقابل أي تنازل، نافيا في الوقت نفسه أن يكون لإسرائيل أي دور في فشل المفاوضات.

من جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعتي الكويت وجورج واشنطن الدكتور عبد الله الشايجي، أن تمديد المفاوضات أفضل من إعلان فشلها أو الذهاب إلى خيار آخر لا يريده أحد.

وأضاف أن هناك محاذير تقول إن إيران ستستمر في تخصيب اليورانيوم، فضلا عن أن برنامجها يحتوي على أبعاد أخرى بخلاف البعد النووي.

ويرى الشايجي أن تمديد المفاوضات له جوانب سلبية أيضا، أبرزها أنه لن يكون في مصلحة إيران أو الرئيس الأميركي باراك أوباما على المستوى البعيد، خاصة في ظل حالة التشتت في الانتباه الأميركي بشأن قضايا المنطقة.