ما وراء الخبر

توقعات مرحلة ما بعد انتخابات تونس

تحدث مواطنون تونسيون لحلقة 23/11/2014 من برنامج “ما وراء الخبر” عن توقعاتهم لمرحلة ما بعد أول انتخابات رئاسية مباشرة بعد الثورة. وبينما تفاءل البعض، أعرب البعض الآخر عن تشاؤمه.

أجمع ضيوف حلقة 23/11/2014 على أن الانتخابات الرئاسية التي جرت في تونس اليوم الأحد ميزتها ظاهرة عزوف الشباب عن المشاركة بقوة في الاقتراع، وبينما أشار بعضهم إلى حدوث خروقات وتجاوزات، وصف أحد الضيوف العملية الانتخابية بالناجحة.

فقد شددت رئيسة تنسيقية "شاهد" ليلى بحرية على حدوث خروقات وتجاوزات في مختلف مراكز الاقتراع خلال الانتخابات الرئاسية، وذلك في إطار ما أسمتها خطة ممنهجة للسير بالانتخابات نحو وجهة معينة. وعددت هذه الخروقات في وجود دعاية انتخابية لبعض المرشحين حتى داخل مكاتب الاقتراع، وتوجيه الناخبين إلى التصويت لبعض المرشحين.

وقالت بحرية إن هذه الخروقات موثقة لدى التنسيقية، وحمّلت من جهتها المسؤولية للهيئة العليا المستقلة للانتخابات.

وشاطر أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية نور الدين العلوي زميلته في مسألة حدوث خروقات، وأشار إلى مسألة المال الفاسد الذي قال إنه ظهر خلال هذه الانتخابات، وأضاف أن المواطن التونسي أصيب بخيبة أمل ولم يستطع الفرح بهذه الانتخابات لأن نتيجتها "مشوبة بتدليس وغموض".

وبخلاف الرأيين السابقين، أشاد أستاذ القانون في الجامعة التونسية توفيق بوعشبة بالظروف التي جرت فيها الانتخابات ووصفها بالممتازة، وقلل من مسألة حدوث خروقات وتجاوزات خلال الانتخابات، وقال إنه لا يمكن التشكيك في مصداقية الانتخابات التي وصفها بالناجحة. 

وبشأن عزوف الشباب عن المشاركة بقوة في الانتخابات، أشار العلوي إلى وجود قطيعة تترسخ بين جيل الكهول وجيل الشباب، وذكر بعض العوامل التي دفعت الشباب للعزوف عن المشاركة بالانتخابات، منها سيطرة جيل الكهول على المشهد السياسي، وعدم تحقيق مطالب الثورة.

يذكر أن نسبة المشاركة بالانتخابات تجاوزت54%, وقالت الهيئة المستقلة للانتخابات إنها ستعلن النتائج الأولية في غضون 48 ساعة من انتهاء التصويت.

وبرأي بوعشبة فإن التفاعلات السياسية هي التي جعلت الشباب يعزف عن خوض الانتخابات الرئاسية، في حين أشارت بحرية إلى مسؤولية السياسيين والنخب والإعلام عن عزوف الشباب الذي قالت إنه غير مهتم مطلقا بالانتخابات.

وقد شهدت تونس يوم الأحد 23/11/2014 أول انتخابات رئاسية مباشرة بعد الثورة، تنافس فيها 27 مرشحا أبرزهم رئيس حزب نداء تونس الباجي قايد السبسي والرئيس الحالي المترشح المنصف المرزوقي. وجاءت هذه الانتخابات بعد إجراء الانتخابات التشريعية يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

يذكر أنه سيتم اللجوء إلى جولة ثانية -تجرى نهاية الشهر القادم- يخوضها المترشحان الحاصلان على أكبر عدد من الأصوات إذا لم يحصل أي من المترشحين على أغلبية "50%+1" في الجولة الأولى.