ما وراء الخبر

هل تكفي المقاربة الأمنية لمواجهة تنظيم الدولة بالعراق؟

ناقشت الحلقة تطورات الأوضاع الميدانية في العراق، وتساءلت عن مدى نجاح المقاربة الأمنية في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.

مع استمرار القتال في أنحاء عدة من العراق بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الإسلامية تثار علامات استفهام بشأن مدى نجاعة المقاربة الأمنية في هذه المواجهة التي تتطور يوما بعد يوم.

آخر تطورات هذه المواجهة وقعت صباح الجمعة، حيث قتل نحو عشرين من القوات العراقية وثمانية من مسلحي تنظيم الدولة خلال هجوم شنه التنظيم على مدينة الرمادي وبلدات محيطة بها. 

حلقة الجمعة (21/11/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت تطورات الأوضاع الميدانية في العراق، وتساءلت: إلى أي حد تستطيع المقاربة الأمنية منع تنظيم الدولة من تنفيذ هجمات من قبيل هجوم الرمادي مستقبلا؟ وما مدى نجاعة التعويل على المقاربة الأمنية كوسيلة وحيدة للقضاء على تنظيم الدولة في العراق؟

قد يكون من المبكر الحكم على نجاعة الخطة الأمنية التي اعتمدتها حكومة حيدر العبادي، لكن وحتى في حال نجاعتها في القضاء على تنظيم الدولة كتكتل مسلح يحتل مدنا وقرى ومناطق، فهل يمكن أن تنجح في القضاء على التنظيم بالكامل بحيث لا يعود في مقدوره تشكيل تهديدات أمنية على مستوى أقل طالما أن الظروف التي قادت إلى قيام التنظيم أول مرة لا تزال موجودة؟

بحسب مصادر محلية من مدينة الرمادي تحدثت للجزيرة مساء الجمعة، فإن مقاتلي تنظيم الدولة أحرزوا تقدما في عدد من أحياء المدينة، وباتوا على بعد نحو مائة متر فقط من قاعدة الحبانية شديدة الأهمية من الناحيتين العسكرية والإستراتيجية.

في هذه الأثناء، قالت مصادر للجزيرة إن تنظيم الدولة أسر عشرات الجنود من قوات التدخل السريع العراقية المعروفة باسم "سوات" في جنوبي الرمادي التي هاجمها التنظيم من عدة محاور في الساعات الأولى من فجر الجمعة. 

لا طائفية
يرى الكاتب والمحلل السياسي جاسم الموسوي أن هناك تغييرا جديدا في سلوك المؤسسة العسكرية وكذلك في البيئة الاجتماعية التي تتعاون معها.

وأضاف أن تنظيم الدولة يواجه خسارة كبيرة في جبهات متعددة، ويريد فقط إثبات الوجود، ولم يخض أي معركة حقيقية مع الجيش العراقي، وكل معاركه أشبه بحرب العصابات، ويحاول استرداد ما أخذ منه في جبهات متعددة.

وقال الموسوي إنه لم يعد هناك نفس طائفي داخل المؤسسة العسكرية، وكذلك في المحيط الاجتماعي، معتبرا أن هذا مؤشر جيد يبعث بعض التفاؤل في نجاح خطة الحكومة بمواجهة التنظيم.

واستند الكاتب العراقي إلى ترحيب دول الخليج كالمملكة العربية السعودية وقطر إضافة إلى تركيا بالحكومة العراقية الجديدة، مؤكدا أنه لا يمكن أن تكون رؤية هذه الدول جميعا خاطئة لما يحدث في العراق.

وقلل الموسوي من أهمية ما يتردد عن سيطرة تنظيم الدولة على أكثر من ثلاثين منطقة بالعراق، وقال "حرب العصابات لا تعني أن تسيطر هذه العصابات على المناطق".

وضع معقد
في المقابل، قال الكاتب والباحث السياسي وليد الزبيدي إن ما يحدث على أرض الواقع يصعب من الشعور بالاحتقان الطائفي في العراق ولا يقلله كما يزعم البعض.

ويرى الزبيدي أن المقاربة الأمنية والممارسات القمعية التي تشارك فيها مليشيات طائفية تقوم بأعمال الاعتقال والقتل والتعذيب بشكل معلن تعطي للمتشددين دعما في خطابهم داخل بيئاتهم أو حتى خارج العراق.

وأكد الباحث العراقي أن الأمر ليس ورديا بل أصبح معقدا جدا، مشيرا إلى أن مجموع المناطق التي تشهد معارك بشكل شبه يومي في العراق تصل إلى 32 منطقة.

ويرى الزبيدي أن الحل الحقيقي يكمن في تغيير كل مرتكزات العملية السياسية بما فيها الدستور والتخلص من الحجج التي يستخدمها هذا الطرف أو ذلك ضد العملية السياسية أو الأجهزة الأمنية.