ما وراء الخبر

مغزى التصعيد الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى

تناولت حلقة 2/11/2014 من برنامج “ما وراء الخبر” مغزى تزايد وتيرة الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة ضد المسجد الأقصى، والمطلوب فلسطينيا وعربيا لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية.

اقتحم موشي فيغلن نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي المسجد الأقصى، في خطوة زادت من التوتر القائم بسبب الإجراءات الإسرائيلية المتواصلة التي تشمل إغلاق الأقصى في وجه المصلين الفلسطينيين ودعوات إلى تغيير الوضع القائم فيه.

وتأتي عملية الاقتحام بعدما أعادت سلطات الاحتلال فتح الحرم الشريف أمام اليهود بعد ثلاثة أيام من حظر دخولهم إليه، كما جاءت عقب دعوة وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أرييل الحكومة إلى فتح الحرم الشريف أمام اليهود للصلاة فيه على غرار ما فعلته بعد احتلاله في حرب عام 1967.

وبحسب مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي، فإن الهدف الإسرائيلي من وراء التصعيد الجاري هو إبعاد المسلمين عن المسجد الأقصى ومحو الطابع الإسلامي، لتنفيذ المخطط الإسرائيلي القاضي بإقامة الهيكل المزعوم. وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد فرض الأمر الواقع في القدس لعلمه بأنه لا دولة فلسطينية من دون القدس.

وأكد الرويضي أن الأمن الإسرائيلي يحاصر القدس بالكامل، ويقوم باعتقالات تشمل حتى الشباب والأطفال. وأضاف أن إسرائيل تلعب بالنار باعتدائها على المسجد الأقصى.

من جهته، أكد الكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية أليف صباغ أن اقتحام نائب رئيس الكنيست -وهو الرجل الثاني في حزب الليكود الإسرائيلي الحاكم- للمسجد الأقصى جاء بموافقة الحكومة الإسرائيلية، وقال إن الهدف الإسرائيلي هو تنفيذ مخطط بعيد المدى لتقسيم الأقصى وعدم الاعتراف بحق الفلسطينيين فيه، معتبرا أن إسرائيل تستغل الظرف العربي الراهن وما عده الارتباك الفلسطيني لفرض مخططها.

جلسة مجلس الأمن
كما ربط صباغ التصعيد الإسرائيلي باقتراب موعد جلسة مجلس الأمن الدولي لمناقشة مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واعتبر أن الهدف هو توجيه رسالة للمجلس مفادها أن أي قرار بهذا الشأن سيحدث توترا في القدس. 

ووافق العضو بالحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر خالد زبارقة على مسألة أن إسرائيل تحاول من خلال التصعيد فرض واقع جديد داخل المسجد الأقصى، وشدد على أن الأقصى حق خالص للمسلمين والعرب وأن وجود الاحتلال فيه باطل، واصفا الوضع بالخطير جدا وبأن المخططات الإسرائيلية جاهزة.

وبشأن المطلوب عربيا وإسلاميا لحماية الأقصى، أشار الرويضي إلى وجود تنسيق متكامل بين الأردن والفلسطينيين، ووصف الدور الأردني بالمهم جدا، ودعا إلى الضغط العربي والدولي على الاحتلال، لكنه قال إن الرهان هو على المسار الشعبي داخل القدس.

وشدد صباغ على أهمية الضغط العربي والغربي على إسرائيل التي قال إنها تراجعت عن قرار إغلاق الأقصى بسبب الضغوط، مشيرا في ملاحظة -قال إنه متأكد منها- إلى أن اتفاقية وادي عربة بين إسرائيل والأردن "لا تعطي الأخير صلاحيات وولاية في المسجد الأقصى".

أما العضو بالحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر فقال إن الأردن يملك الكثير من أوراق الضغط على إسرائيل ويمكنه القيام بعدة إجراءات، لكنه حتى الآن لا يقوم بالدور المنوط به بحق المسجد الأقصى المبارك، ودعا إلى تحرك شعبي داخلي وخارجي للضغط على إسرائيل وعلى الأنظمة العربية التي قال إنها تقف مع مخططات الاحتلال.

يذكر أن الكنيست الإسرائيلي ناقش قبل أيام اقتراحا برفع الإشراف الأردني على المقدسات في القدس. 

يشار إلى أن المسجد الأقصى كان محور توتر متزايد في الأسابيع الأخيرة، وقد أدت الاشتباكات اليومية بين قوات الأمن الإسرائيلية والفلسطينيين في شوارع القدس الشرقية والحرم القدسي إلى إثارة المخاوف من اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة.