ما وراء الخبر

دلالات التغييرات بقيادة الجيش العراقي وفرص نجاحها

ناقشت الحلقة أسباب التغييرات الواسعة بقيادة الجيش العراقي ودلالاتها، وتساءلت حول فرص نجاح تلك التغييرات بمعالجة المشاكل التي تعاني منها المؤسسة العسكرية العراقية.

عزل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي 36 قائدا عسكريا في مسعى لـ"مكافحة الفساد وتطهير المؤسسة العسكرية" لفشلها في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى منذ أشهر على مناطق واسعة شمال العراق وغربه.

حلقة الخميس (13/11/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت أسباب التغييرات الواسعة في قيادة الجيش العراقي ودلالاتها وتأثيراتها المحتملة على أدائه، وتساءلت حول فرص نجاح الخطوة التي أقدم عليها العبادي في معالجة المشاكل التي تعاني منها المؤسسة العسكرية العراقية.

وفي رؤيته لطبيعة الخطوة التي أقدم عليها رئيس الوزراء العراقي، اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي إحسان القيسون أن حيدر العبادي وضع يده على الجرح، مشيرا إلى أن القادة العسكريين في عهد رئيس الحكومة السابق نوري المالكي كانوا مختارين ولاءاتهم لشخص المالكي وليس للوطن، وفق تعبيره.

تجار برتب عسكرية
وشبه القيسون القادة العسكريين المعينين من قبل المالكي بـ"تجار يحملون رتبا عسكرية"، وقال إن الجيش "كائن ضعيف" يستمد قوته من العقيدة العسكرية التي غابت عن الجيش العراقي الذي تنخره الولاءات السياسية الضيقة.

ورأى الخبير العسكري أن نوايا العبادي حسنة لكنه في الوقت الراهن كـ"البطة العرجاء" في ظل تشتت الأطياف العراقية، مشددا على أن المطلوب اليوم هو رقم سياسي عابر للطائفية، ومتسائلا عن عرب العراق الذين يقفزون عن انتماءاتهم الطائفية الضيفة باتجاه الوطن الأرحب.

أما مدير المعهد العراقي للتنمية والديمقراطية غسان العطية فكانت مداخلته من لندن، ولفت فيها إلى أن كل الأطياف العراقية من أكراد وسنة وشيعة وغيرها متفقة على محاربة تنظيم الدولة لكنها مختلفة بشأن ما بعده.

اختلاف الرؤية
وخلص إلى أن هذا الاختلاف في الرؤية أنتج انقسامات حادة شكلت ورقة رابحة بيد تنظيم الدولة.

وذكر أحمد الزكي -الكاتب والمحلل السياسي من بيروت- أن ما حدث من تغييرات وإقالات بصفوف الجيش العراقي أمر طبيعي، محملا كل الفرقاء السياسيين في العراق مسؤولية تدهور المؤسسة العسكرية إضافة إلى انعكاسات ما يحدث في المنطقة، خصوصا في سوريا المجاورة.

وأكد الزكي أن الفساد لا يزال مستشريا في كل أروقة الدولة العراقية، مضيفا أن العراق يشكو من أزمة انتماء وطني في ظل المنسوب العالي للانتماءات الضيقة بين أكراد وسنة وشيعة وغيرهم.

ودعا المحلل السياسي السياسيين العراقيين إلى تجنب التحريض والوقوف خلف الحكومة من أجل استكمال عملية تطهير الجيش من الأمراض المتعددة التي تنخر جسمه.