ما وراء الخبر

أبعاد هجوم "النصرة" على مواقع لحزب الله بلبنان

ناقشت الحلقة دلالات الهجوم الذي قالت جبهة النصرة إنها نفذته بأحد مواقع حزب الله بشرق لبنان، وتساءلت عما إذا كان يعزز الانتقادات الموجهة للحزب داخل لبنان لمشاركته في الحرب بسوريا.
قالت جبهة النصرة إنها نفذت هجوما على منطقة "أم خرج" في محيط بريتال شرقي لبنان أوقع 11 قتيلا في صفوف حزب الله، كما أعلنت عن صد هجوم للحزب في منطقة جبال نحلة الحدودية.

حلقة الاثنين (6/10/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت هذا التطور، وتساءلت: هل هي إستراتيجية جديدة تلجأ إليها المعارضة السورية ردا على تحالف حزب الله مع النظام السوري؟ وهل يعزز هذا الهجوم الانتقادات الموجهة لحزب الله من بعض الأطراف اللبنانية بسبب مشاركته بالحرب في سوريا؟

في الوقت نفسه تحدث حزب الله عن إحباط ما سماه مخطط جماعات وصفها بالتكفيرية في البقاع بشرقي لبنان، واعتبر الحزب أن التصدي لهذه الجماعات من مسؤولية الدولة والقوى السياسية والفئات الشعبية.

في حين قالت قوى 14 آذار إن دفاع حزب الله عن الحدود اللبنانية مرفوض، وإنه مسؤولية الجيش اللبناني.

المستنقع السوري
عن هذا الموضوع يقول الكاتب الصحفي علي حمادة إن السبب في الهجوم هو تورط حزب الله في سوريا، معتبرا أن المكاسب التي يقول الحزب إنه يحققها على الأرض ليست إستراتيجية، لكنه عمليا يغرق أكثر في المستنقع السوري.

وأضاف أن النجاحات التي حققتها الفصائل السورية في الأسابيع الماضية ستمكنها من أن تصل إلى الجنوب بمنطقة القلمون ومحيط دمشق.

وحذر حمادة من أن لبنان في وضع خطير، وأن وجهة نظر شرائح لبنانية عريضة تؤكد أن تورط حزب الله في سوريا سوف يورط لبنان، والجميع سيدفع الثمن، لافتا إلى أن الأمور تطورت وخرجت من يد الجميع بمن فيهم حزب الله، ولا حل إلا بخروج حزب الله من سوريا.

تدخل ضروري
في المقابل، يرى الكاتب الصحفي قاسم قصير أن حزب الله كان يتوقع مثل هذا الهجوم، وأن هناك خططا لخرق النقاط الحدودية لكسر الحصار الذي تواجهه هذه الفصائل في المناطق السورية، فضلا عن وجود خطط لاختطاف رهائن أو لإيجاد أماكن تؤمن لها التموين، خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء.

ويعتبر قصير أن حزب الله نجح في التصدي لهذا الهجوم، ويرى أن ما جرى إنذار لجميع القوى السياسية والحزبية في لبنان بأن هذه القوى تسعى للتمدد داخل الحدود اللبنانية.

وأضاف أن ما قام به حزب الله بالتدخل في سوريا كان لحماية لبنان، وأن حجم الأضرار الآن أقل بكثير مما لو تمكنت هذه الفصائل من السيطرة على سوريا، معتبرا أن حزب الله دفع ثمنا لمشاركته في الحرب بسوريا.

وأوضح أن الشيء الجيد الآن أن لبنان ما زال مستمرا، والأضرار أقل بكثير من السيناريو البديل، "ونحن الآن في قلب المعركة ولا يمكننا العودة للوراء".