ما وراء الخبر

الدور التركي بالتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة

تطرقت حلقة 5/10/2014 من برنامج “ما وراء الخبر” لمسألة التحديات التي تكتنف مشاركة تركيا في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

زاد تقدم تنظيم الدولة الإسلامية تجاه الأراضي التركية الضغوط على أنقرة للعب دور أكبر في التحالف الدولي، فأي دور ستلعبه أنقرة في ضوء تحفظاتها وتضارب المصالح والاهتمامات بين القوى الإقليمية والدولية المعنية؟

قال الباحث في الشؤون التركية علي حسين بكير إن لتركيا أربعة تحفظات بشأن المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وهي ألا يتم التعامل مع العناصر التي تسببت في ولادة ونشأة هذا التنظيم، وثانيا أن مشكلة اللاجئين السوريين والعراقيين (1.5 مليون) فوق الأراضي التركية ستكون لها تداعيات أخطر على الداخل التركي.

أما التحفظ التركي الثالث -حسب بكير- فيتمثل في رفض أنقرة الاستعانة بمن أسماهم "إرهابيين" لمحاربة "إرهابيين"، بينما يكمن التحفظ الرابع في طبيعة التحالف المشكل من دول قال المتحدث إنها متضاربة.

واستبعد الباحث التركي -في حديثه لحلقة 5/10/2014 من برنامج "ما وراء الخبر"- احتمال أن تتحرك تركيا بشكل فردي، وقال إنها تشرط تدخلها بضرورة صدور تشريعات من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

كما رفض الباحث التركي إشراك إيران في التحالف الدولي، بحجة أن ذلك سيؤدي لولادة تنظيم دولة أخطر من التنظيم الحالي، مع العلم أن واشنطن قبلت السماح بدور لطهران في التحالف الدولي بعد فترة من التردد.

وبخلاف الموقف التركي الذي عبر عنه بكير، رأى الباحث المتخصص في الشؤون الدولية نجف علي ميرزائي، أن تركيا ليست ضحية تنظيم الدولة بل كانت ضمن المتسببين في ولادة هذا التنظيم إلى جانب دول أخرى، وإقحامه في الداخل السوري، وقال إن هذه الدول عجزت عن السيطرة على التنظيم، لينقلب السحر على الساحر.  

وانتقد الضيف الإيراني تمسك أنقرة بشرط إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، واعتبر ذلك قرارا "أحمق وغبيا"، واعتبر أن إيران تخشى من أن يكون التحالف الدولي مجرد "مسرحية"، لأن أميركا هي من أسست -حسبه- تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة.

وشدد على أن التحالف الدولي يقابله ما أسماه تحالف المقاومة، ويتضمن سوريا والعراق وإيران ومعهم روسيا.

من جهته، اتهم حسن أبو هنية الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية إيران بإغراق سوريا والعراق بالمليشيات.

وبشأن الموقف التركي، قال إن هذه الدولة تدرك تعقيدات المشهد في المنطقة، ولديها مشكلات مع الأسد، ولديها قضية اللاجئين، وكذلك الأكراد، زيادة على تمدد النفوذ الإيراني.

ورأى أن تركيا ستتصرف وفق ما سماها سياسة الخطوة خطوة، وأنها لن تتورط مع التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، الذي قال إنه لا يملك إستراتيجية واضحة.

يذكر أن البرلمان التركي أقر في وقت سابق بأغلبية كبيرة مشروع قانون طرحته الحكومة يجيز للجيش شن عمليات ضد مقاتلي تنظيم الدولة في سوريا والعراق ضمن التحالف الذي تقوده واشنطن وتشارك فيه بمستويات مختلفة خمسون دولة.

ويعطي القانون الضوء الأخضر للجيش للقيام بعملية عسكرية في الأراضي السورية والعراقية، ويجيز له السماح لقوات أجنبية باستخدام قواعد على الأراضي التركية.